بالإفراد ، وهو حسن إن فسّر القلب بما بين مقبض القوس وسيتها أى طرفها ، ولها طرفان ، فله قابان ؛ ونظير هذا إنشاد ابن الأعرابى :
٩٤٧ ـ إذا أحسن ابن العمّ بعد إساءة |
|
فلست لشرّى فعله بحمول |
أى فلست لشر فعليه.
قيل : ومن القلب (اذْهَبْ بِكِتابِي هذا) الآية ؛ وأجيب بأن المعنى ثم تولّ عنهم إلى مكان يقرب منهم ؛ ليكون ما يقولونه بمسمع منك فانظر ما ذا يرجعون ، وقيل فى (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ) : إن المعنى فعميتم عنها (١) ، وفى (حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ) الآية فيمن جرّ بعلى بعد أن وصلتها على أن المعنى حقيق علىّ ، بإدخالها على ياء المتكلم كما قرأ نافع ؛ وقيل : ضمن حقيق معنى حريص ؛ وفى (ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ) : إن المعنى لتنوء العصبة بها أى تنهض بها متثاقلة ، وقيل الباء للتعدية كالهمزة ، أى لتنىء العصبة ؛ أى تجعلها تنهض متثاقلة.
القاعدة الحادية عشرة
من ملح كلامهم تقارض اللفظين فى الأحكام ، ولذلك أمثلة :
أحدها : إعطاء «غير» حكم إلا فى الاستثناء بها نحو (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) فيمن نصب غير ، وإعطاء «إلا» بحكم غير فى الوصف بها نحو (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا).
والثانى : إعطاء أن المصدرية حكم «ما» المصدرية فى الإهمال كقوله :
أن تقرآن على أسماء ويحكما |
|
منّي السّلام وأن لا تشعرا أحدا [٣٥] |
الشاهد فى «أن» الأولى ، وليست مخففة من الثقيلة ، بدليل أن المعطوفة عليها ، وإعمال «ما» حملا على أن كما روى من قوله عليه الصلاة والسّلام «كما تكونوا يولّى عليكم» ذكره ابن الحاجب ، والمعروف فى الرواية كما تكونون.
__________________
(١) الصواب أن يقال «فعموا عنها» أو تتلى آية هود(فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ) ليكون المعنى «فعميتم عنها»