٨٩٣ ـ بكرت عليه بكرة فوجدته |
|
قعودا عليه بالصّريم عواذله |
وصح الاستشهاد بالبيت لأن هذا الحكم ثابت أيضا للخبر والحال.
والرابع : قولهم فى نحو (وَكُلا مِنْها رَغَداً) «إن رغدا نعت مصدر محذوف» ومثله (وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً) وقول ابن دريد :
واشتعل المبيضّ فى مسودّه |
|
مثل اشتعال النّار فى جزل الغضا [٦٧٧] |
أى أكلا رغدا ، وذكرا كثيرا ، واشتعالا مثل اشتعال النار.
قيل : ومذهب سيبويه والمحققين خلاف ذلك ، وأن المنصوب حال من ضمير مصدر الفعل ، والأصل فكلاه ، واشتعله ، أى فكلا الأكل واشتعل الاشتعال ودليل ذلك قولهم «سير عليه طويلا» ولا يقولون طويل ، ولو كان نعتا للمصدر لجاز ، وبدليل أنه لا يحذف الموصوف إلا والصفة خاصة بجنسه ، تقول «رأيت كاتبا» ولا تقول : رأيت طويلا ، لأن الكتابة خاصة بجنس الإنسان دون الطول
وعندى فيما احتجوا به نظر ؛ أما الأول فلجواز أن المانع من الرفع كراهية اجتماع مجازين : حذف الموصوف ، وتصيير الصفة مفعولا على السّعة ؛ ولهذا يقولون «دخلت الدّار» بحذف فى توسعا ، ومنعوا «دخلت الأمر» لأن تعلق الدخول بالمعانى مجاز ، وإسقاط الخافض مجاز ، وتوضيحه أنهم يفعلون ذلك فى صفة الأحيان ؛ فيقولون : سير عليه زمن طويل ، فإذا حذفوا الزمان قالوا : طويلا ، بالنصب لما ذكرنا ، وأما الثانى فلأن التحقيق أن حذف الموصوف إنما يتوقف على وجدان الدليل ، لا على الاختصاص ، بدليل (وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ) أى دروعا سابغات ، ومما يقدح فى قولهم مجىء نحو قولهم «اشتمل الصّمّاء» أى الشملة الصماء ، والحالية متعذّرة لتعريفه.
والخامس : قولهم «الفاء جواب الشرط» والصواب أن يقال : رابطة لجواب الشرط ، وإنما جواب الشرط الجملة