سورة ص
٣٨
قوله تعالى : (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً) إلى قوله : (لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ) آية ٥ ـ ٨
[١٨٣٢٦] حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا : حدثنا أبو أسامة ، حدثنا الأعمش ، ثنا عبادة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما مرض أبو طالب دخل عليه رهط من قريش ، فيهم أبو جهل فقالوا : إن ابن أخيك يشتم آلهتنا : ويفعل ويفعل ويقول ويقول فلو بعثت إليه فنهيته؟ فبعث إليه ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل البيت وبينهم وبين أبى طالب قدر مجلس رجل ، قال : فخشي أبو جهل إن جلس إلى جنب أبى طالب أن يكون أرق له عليه ، فوثب فجلس في ذلك المجلس ولم يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا قرب عمه ، فجلس ، عند الباب فقال له أبو طالب : أي ابن أخي ، ما بال قومك يشكونك ، يزعمون أنك تشتم آلهتهم ، وتقول وتقول؟ قال : وأكثروا عليه من القول. وتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال «يا عم إني أريدهم على كلمة واحدة يقولونها تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم بها العجم الجزية» ففزعوا لكلمته ولقوله ، وقالوا كلمة واحدة! نعم وأبيك عشرا فقالوا : وما هي؟ وقال أبو طالب : وأي كلمة هي يا ابن أخي؟ فقال : «لا إله إلا الله» فقاموا فزعين ينفضون ثيابهم ، وهم يقولون : (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً! إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ) قال : ونزلت من هذا الموضع إلى قوله : (لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ) لفظ أبى كريب (١).
قوله تعالى : (فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) آية ٣
[١٨٣٢٧] من طريق عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما (فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) قال : نادوا والنداء حين لا ينفعهم ، وأنشد تذكرت (٢).
__________________
(١) ابن كثير ٧ / ٤٦.
(٢) الدر ٧ / ١٤٥ ـ ١٤٧.