قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ).
[١٨٦٠٨] حدثنا محمد بن سابق ، حدثنا عيسى بن دينار ، حدثني أبي أنه سمع الحارث بن ضرار الخزاعي يقول : قدمت على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فدعاني إلى الإسلام فدخلت فيه وأقررت به ، ودعاني إلى الزكاة فأقررت بها وقلت : يا رسول الله ، أرجع إليهم فأدعوهم إلى الإسلام وأداء الزكاة ممن استجاب لي جمعت زكاته ويرسل إلى رسول الله رسولا لإبان كذا وكذا ليأتيك ما جمعت من الزكاة. فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له وبلغ الإبان الذي أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليه ، احتبس عليه الرسول فلم يأته فظن الحارث أنه قد حدث فيه سخطة من الله ورسوله ، فدعا بسروات قومه فقال لهم ، إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان وقت لي وقتا يرسل إلى رسوله ليقبض ما كان عندي من الزكاة ، وليس من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الخلف ولا أرى حبس رسوله إلا من سخطة كانت ، فانطلقوا فنأتي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبعث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الوليد بن عقبة إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة ، فلما أن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرق أي خاف فرجع فأتى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال يا رسول الله إن الحارث منعني الزكاة وأراد قتلي ، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم البعث إلى الحارث وأقبل الحارث بأصحابه حتى إذا استقبل البعث ، وفصل عن المدينة ، لقيهم الحارث فقالوا : هذا الحارث فلما غشيهم قال لهم : إلى من بعثتم؟ قالوا إليك قال : ولم؟ قالوا إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان بعث إليك الوليد بن عقبة فزعم أنك منعته الزكاة وأردت قتله قال : لا والذي بعث محمدا بالحق ما رأيته بتة ، ولا أتاني فلما دخل الحارث على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : «منعت الزكاة وأردت قتل رسولي؟» قال : لا والذي بعثك بالحق ما رأيته ولا أتاني وما أقبلت إلا حين احتبس علي رسول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خشيت أن يكون من الله ورسوله سخطة قال : فنزلت الحجرات (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ) الى قوله (حَكِيمٌ) (١).
__________________
(١) ابن كثير ٧ / ٣٥٠ ـ ٣٥١ والدر ٧ / ٥٥٥.