[١٨٥٧١] حدثنا أبى ، حدثنا سليمان بن معبد ، حدثنا عمرو بن عاصم الكلائي ، حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية ، عن يوسف بن سعد عن محمد بن حاطب قال : ونزل في داري حيث ظهر علي على أهل البصرة فقال لي يوما : لقد شهدت أمير المؤمنين عليا وعنده عمار وصعصعة والأشتر ومحمد بن أبي بكر ، فذكروا عثمان فنالوا منه وكان علي رضي الله عنه على السرير ، ومعه عود في يده ، فقال قائل منهم : إن ، عندكم من يفصل بينكم. فسألوه ، فقال علي : كان عثمان من الذين قال الله : (أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ ، عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ) قال : والله عثمان وأصحاب عثمان قالها ثلاثا ـ قال يوسف : فقلت لمحمد بن حاطب : الله لسمعت هذا من علي؟ قال : الله لسمعت هذا من علي رضي الله عنه (١).
[١٨٥٧٢] حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا محمد بن العلاء ، حدثنا يحيي بن أبي زائدة عن إسماعيل بن أبي خالد ، أخبرني عبد الله بن الميني قال : إني لفي المسجد حين خطب مروان ، فقال : إن الله أرى أمير المؤمنين في يزيد رأيا حسنا ، وإن يستخلفه فقد استخلف أبو بكر وعمر. فقال عبد الرحمن بن أبي بكر : أهرقلية؟! إن أبا بكر والله ما جعلها في أحد من ولده ، ولا أحد من أهل بيته ، ولا جعلها معاوية في ولده إلا رحمة وكرامة لولده. فقال مروان : ألست (الَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ : أُفٍّ لَكُما)؟ فقال عبد الرحمن : ألست ابن اللعين الذي لعن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أباك. قال : وسمعتهما عائشة فقالت : يا مروان ، أنت القائل لعبد الرحمن كذا وكذا؟ كذبت ، ما فيه نزلت ، ولكن نزلت في فلان بن فلان. ثم انتحب مروان ، ثم نزل عن المنبر حتى أتى باب حجرتها فجعل يكلمها حتى انصرف (٢).
قوله تعالى : (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما) آية ١٧
[١٨٥٧٣] عن السدى قال : نزلت هذه الآية (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما) في عبد الرحمن بن أبي بكر قال لوالديه وكانا قد أسلما ، وأبى هو أن يسلم فكان يأمرانه بالإسلام ويرد عليهما ويكذبهما ، فيقول : فأين فلان؟ وأين فلان؟ يعني مشايخ
__________________
(١) ابن كثير ٧ / ٢٦٦.
(٢) ابن كثير ٧ / ٢٦٧.