إليه الشياطين والإنس والجن والطير والوحش ، وهرب الشيطان الذي خلف في أهله فأتى جزيرة في البحر فبعث إليه الشياطين فقالوا : لا نقدر عليه أنه يرد عينا في جزيرة في البحر في سبعة أيام ولا نقدر عليه حتى يسكر.
قال : فصب له في تلك العين خمرا فأقبل فشرب فسكر ، فأروه الخاتم فقال : سمعا وطاعة فأوثقه سليمان عليه السلام ثم بعث به إلى الجبل فذكروا أنه جبل الدخان فالدخان الذي يرون من نفسه والماء يخرج من الجبل بوله (١).
[١٨٣٥٧] عن الحسن (وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً) قال : هو الشيطان. دخل سليمان عليه السلام الحمام ، فوضع خاتمه ، عند امرأة من أوثق نسائه في نفسه فأتاها الشيطان فتمثل لها علي صورة سليمان عليه السلام فأخذ الخاتم منها ، فلما خرج سليمان عليه السلام أتاها فقال لها : هاتي الخاتم فقالت : قد دفعته إليك. قال ما فعلت ..! فهرب سليمان عليه السلام ، وجلس الشيطان على ملكه وانطلق سليمان عليه السلام هاربا في الأرض يتتبع ورق الشجر خمسين ليلة ، فأنكر بنو إسرائيل أمر الشيطان فقال بعضهم لبعض : هل تنكرون من أمر ملككم ما ننكر عليه؟ قالوا : نعم قال : اما لقد هلكتم أنتم العامة ، وأما قد هلك ملككم فقالوا : والله إن ، عندكم من هذا الخبر ، نساؤه معكم فاسألوهن ، فإن كن أنكرن ما أنكرنا فقد ابتلينا فسألوهن ، فقلن : إي والله لقد أنكرنا.
فلما انقضت مدته انطلق سليمان عليه السلام حتى أتي ساحل البحر ، فوجد صيادين يصيدون السمك فصادوا سمكا كثيرا غلبهم بعضه ، فألقوه فأتاهم سليمان عليه السلام فاستطعمهم فأعطوه تلك الحيتان قال : لا ، بل أطعموني من هذا فأبوا فقال : أطعموني فإني سليمان ، فوثب إليه بعضهم بالعصا فضربه غضبا لسليمان ، فأتى إلى تلك الحيتان التي ألقوا فأخذ منها حوتين فانطلق بهما إلى البحر فغسلهما فشق بطن أحدهما فإذا فيه الخاتم ، فأخذه فجعله في يده فعاد في ملكه فجاءه الصيادون يبيعون إليه فقال لهم : لقد كنت استطعمتكم فلم تطعموني فلم أظلمكم إذا هنتموني ، ولم أحمدكم إذا أكرمتموني؟ (٢).
__________________
(١) ـ (٢) الدر ٧ / ١٨٣.