خبرها للفرق بينها
وبين إنْ النافية.
قال :
ولا بدّ لأنْ المخفّفة من أحد الحروف الأربعة وهي : قد ، وسوف ، والسين ، وحرف النفي نحو : عَلِمْتُ أنْ قد خَرَجَ زيد ، وأنْ سَوفَ يخرج ، وأنْ سَيَخْرُج ، وأنْ لَمْ يَخْرُجْ زيد.
أقول : إنّما لا بدّ للمخفّفة من أحد الحروف الأربعة إذا كانت
داخلة على الأفعال وذلك للفرق بينها وبين أنْ الناصبة ولم يعكس لأنّ الزيادة بالمحذوف أولى.
قال : حروف العطف
الواو للجمع بلا ترتيب ، والفاء ، وثمّ له مع الترتيب ، وفي ثمّ تراخ دون الفاء ، وحتّى بمعنى الغاية.
أقول : هذه الحروف ثالثة أصناف الحرف وهي عشرة أحرف :
أوّلها : الواو
وهي للجمع بلا ترتيب أي يدلّ على ثبوت الحكم للمعطوف والمعطوف عليه مطلقاً لا مع الإشعار بالترتيب أو عدمه نحو : جاءني زيد وعمرو أي اجتمعا في المجيء مطلقاً.
وثانيها ،
وثالثها : الفاء وثمّ ، وهما للجمع أيضاً لكنّهما مع الترتيب نحو : جاءني زيد فعمروٌ أو ثمّ عمروٌ أي اجتمعا في المجيء ولكن كان مجيء عمرو بعد مجيء زيد ، والفرق بينهما أنّ في ثمّ تراخيا دون الفاء.
ورابعها : حتّى
وهي أيضاً للجمع مع معنى الغاية أي يجب أن يكون معطوفها جزء من المعطوف عليه نحو : أكلت السمكة حتّى رأسها وذلك ليفيد قوّة نحو : مات الناس حتّى الأنبياء ، فإنّ الأنبياء أقوى من غيرهم ، أو ضعفاً نحو : قدم الحاجّ حتّى المشاة فإنّ المشاة أضعف من غيرهم فلا يجوز أن يقال : جاءني زيد حتّى عمرو ، أو جاءني القوم حتّى