علامة الإعراب فلم يزيدوا عليها الحركة لئلّا يزداد الثقل على الثقل.
وإنّما قال مضافة لأنّها إن كانت غير مضافة يكون إعرابها بالحركات لفظاً نحو : جاءني أبٌ ، ورأيت أباً ومررت بأبٍ.
وإنّما قال إلى غير ياء المتكلّم لأنّها إذا اُضيفت إلى ياء المتكلّم يكون اعرابها بالحركات تقديراً نحو : جاءني أبي ، ورأيت أبي ، ومررت بأبي ، وفيها قيدان آخران :
الأوّل : أن تكون مكبرّة لأنّها إن كانت مصغّرة يكون إعرابها بالحركات لفظاً نحو : جاءني اُبَيُّه ، ورأيت اُبَيَّه ، ومررت باُبِيِّهِ.
والثاني : أن تكون مفردة لأنّها إن كانت تثنية يكون إعرابها بالحروف لكن لا بجميعها بل ببعضها نحو : جاءني أبوان ، ورأيت أبوين ، ومررت بأبوين ، وإذا كانت جمعاً يكون إعرابها إمّا ببعض الحروف وذلك إذا كانت جمع المصحّح نحو : جاءني أبون ، ورأيت أبين ، ومررت بأبين وإمّا بتمام الحركات وذلك إذا كانت جمع مكسّر نحو : جاءني آباء ، ورأيت آباءً ومررت بآباءٍ.
قال : وفي «كلا» مضافاً إلى مضمر نحو جاءني كلاهما ، ورأيت كليهما ، ومررتُ بكليهما.
أقول : لمّا ذكر الموضع الأوّل من المواضع الأربعة الّتي يكون فيها الإعراب بالحروف أراد أن يذكر الموضع الثاني وهو كلا للمذكّر وكذلك كلتا للمؤنّث فإنّهما إذا كانا مضافين إلى مضمر يكون إعرابهما ببعض الحروف أعني بالألف في حالة الرفع ، وبالياء في حالتي النصب والجرّ نحو : جاءني الرجلان كلاهما والمرأتان كلتاهما ، ورأيت الرجلين كليهما والمرأتين كلتيهما ، ومررت بالرجلين كليهما وبالمرأتين كلتيهما.