قال : المعرب ، وهو ضربين : منصرف ، وهو ما يدخله الرفع والنصب والجرّ والتنوين كزيد.
وغير منصرف ، وهو الّذي منع منه الجرّ والتنوين ويفتح في موضع الجرّ نحو : مررت بأحمدَ إلّا إذا اُضيف أو عرّف باللام نحو مررت بأحمدِكم وبالأحمرِ.
أقول : لمّا فرغ من الصنّف الثاني شرع في الصنّف الثالث أعني المعرب فنوّعه على نوعين : منصرف ، وغير منصرف.
والمنصرف : ما يدخله الرفع والنصب والجرّ والتنوين كزيد في قولنا : جاءني زيدٌ ، ورأيت زيداً ، ومررت بزيدٍ.
وغير المنصرف : وهو الّذي منع منه الجرّ والتنوين ، ويفتح في موضع الجرّ لأنّ الجرّ والفتح أخوان كأحمد في قوله : مررت بأحمدَ بفتح الدال ، وإنّما يمنع من الجرّ والتنوين لما سيجيء من بعد وهو أنّ غير المنصرف ما فيه سببان أو سبب واحد مكرّر من الأسباب التسعة الآتية ، وكلّ واحد من تلك الأسباب فرع لأصل كما سيتحقّق إن شاء الله تعالى. فيكون في كلّ غير منصرف فرعيّتان ، ويشبه الفعل من حيث أنّ فيه أيضاً فرعيّتين إحداهما : احتياجه في تأليف الكلام إلى الاسم كما عرفت ، والثانية : إنّه مشتقّ من الاسم والمشتقّ فرع المشتقّ منه فلمّا شابه الفعل من هاتين الجهتين ناسَبَ أن يمنع منه أقوى خواصّ الاسم وهو الجرّ والتنوين إلّا إذا اُضيف غير المنصرف إلى شيء أو عرّف باللام فإنّ الجرّ لا يمنع منه حينئذٍ لأنّ الإضافة واللام من خواصّ الاسم فيقوى بسببهما الاسميّة فيه وتضعف بهما مشابهة الفعل فيه فيدخله ما منع منه بسبب قوّة تلك المشابهة نحو : مررت بأحمدِكم ، فإنّ الأحمد لمّا اُضيف إلى «كُمْ» كُسِر داله ، ونحو : مررت بالأحمرِ ، فإنّ الأحمر لمّا دخله اللام كُسِر راؤه.