تقول : نِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ ، ونِعْمَ الرَّجُلانِ الزَيْدان ، ونِعْمَ الرِّجالُ الزيْدُونَ ، ونِعْمَتِ المرأة هِنْدٌ ، ونِعْمَتِ الْمَرْأتانِ الْهِندانِ ، ونِعْمَتِ النساء الْهِنْدات ، وقد يحذف المخصوص ، إذا عُلِم ، نحو : «نِّعْمَ الْعَبْدُ» (١) و «فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ» (٢).
وساءَ : يجرى مجرى بِئسَ ، نحو : ساءَ الرَّجُلُ زَيْدٌ ، وساءَ رَجُلاً بَكْرٌ. وقد يستعمل في الإخبار أيضاً ، نحو : ساءني هذا الأمر ، وهو نقيض سَرَّني وساءت الْمَرأة هِنْدٌ ، كما تقول : بئْسَتِ المرأة هِندٌ.
ومنها حَبَّذا : وهو مركّب من حَبّ وذا ، وفاعله ذا ، ويراد به المشار إليه في الذهن ، كما يراد بالرجل في نِعْمَ الرجلُ زيدٌ ، ولا يتغيّر لفظه سواء كان المخصوص مفرداً أو مثنّى أو مجموعاً أو مُذكّراً أو مؤنّثاً ، نحو : حَبَّذا زيدٌ والزّيدان والزيدون ، وحَبّذا هند والهندان والهندات ، وبعده المخصوص بالمدح وإعرابه كإعراب مخصوص نِعْمَ ، في جواز كون المخصوص مبتدأ وما قبله خبره ، أو خبر مبتدأ محذوف.
النوع الثالث عشر : أفعال القلوب ، وهي سبعة : ظَنَنْتُ ، وحَسبتُ ، وخِلْتُ ، وزَعَمْتُ ، وعَلِمْتُ ، ورَأَيْتُ ، وَوَجَدْتُ.
وإنّما سمّيت أفعال القلوب لأنّها لا تحتاج في صدورها إلى الجوارح والأعضاء الظاهرة ، بل يكفي فيها القوّة العقليّة.
وتدخل الجميع على المبتدأ والخبر فتنصبهما على المفعوليّة ، نحو : ظَنَتْتُ زَيْداً قائماً ، وحَسِبْتُ زَيْداً عالِماً ، وخِلْتُ زَيْداً كَريماً ، وزَعَمْتُ بَكْراً فاضِلاً ، وعَلِمْتُ عَمْراً بَخيلاً ، ورَأَيتُ عَمْراً فاسِقاً ، ووَجَدْتُ عَمْراً
____________________________
(١) ص : ٤٤.
(٢) الذاريات : ٤٨.