عن قتادة قال : فلما بلغ سليمان أنها جائية ، وكان قد ذكر له عرشها فأعجبه ، وكان عرشها من ذهب وقوائمه لؤلؤ وجوهر وكان مستترا بالديباج والحرير ، وكانت عليه تسعة مغاليق فكره أن يأخذه بعد إسلامهم وقد علم نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنهم متى ما أسلموا تحرم أموالهم مع دمائهم ، فأحب أن يؤتى من قبل أن يكون ذلك من أمرهم فقال : (يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)
[١٦٣٦٠] حدثنا عبد الله بن سليمان ، ثنا الحسين بن علي ، ثنا عامر ، ثنا أسباط ، عن السدى قال : فلما رجعت رسلها فأخبروها أن سليمان رد الهدية وفدت إليه وأمرت بعرشها فجعل في سبعة أبيات وغلقت عليها ، فأخذت المفاتيح فلما بلغ سليمان ما صنعت بعرشها (قالَ يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)
[١٦٣٦١] حدثنا محمد بن العباس ، ثنا عبد الرحمن بن سلمة ، ثنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن رومان قال : فلما رجعت إليها الرسل بما قال : قالت : قد والله عرفت ما هذا بملك وما لنا به من طاقة وما نصنع بمكابرته ، وبعثت إليه إني قادمة عليك قادمة بملوك قومي حتى أنظر ما أمرك ، وما تدعونا إليه من دينك ، ثم أمرت بسرير ملكها الذي كانت تجلس عليه وكان من ذهب مفصص بالياقوت والزبرجد واللؤلؤ فجعل في سبعة أبيات بعضها في بعض ، ثم أقفلت عليه الأبواب ، وكانت إنما يخدمها النساء معها ستمائة امرأة يخدمنها ، ثم قالت لمن خلفت على سلطانها احتفظ بما قبلك وسرير ملكي فلا يخلص إليه أحد من عباد الله ولا يرينه حتى آتيك ، ثم شخصت إلى سليمان في اثنى عشر ألف قيل من ملوك اليمن معها تحت يدي كل قيل منهم ألوف كثيرة ، فجعل سليمان يبعث الجن فيأتونه بمسيرها ومنهاها كل يوم وليلة ، حتى إذا دنت جمع من عنده من الجن والإنس ممن تحت يديه فقال : (يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)
قوله تعالى : (بِعَرْشِها)
[١٦٣٦٢] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد (١) قوله : (أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها) سرير في أريكة
__________________
(١) التفسير ٢ / ٤٧١.