البحار ليبست من مياهها وبدت قعورها من خشيتي ، ولو أن جميع الخلائق سمعوا كلمة من كلامي لصعقوا من خوفي. وهاتوا برهانكم أيها الجهلة بأن لهذا الخلق بديعا غيري وبأن لي شريكا كما زعمتم في ملكي ، أو ثانيا وليا معي. ولأي شيء عبدتموها دوني؟ ولأى شيء نفيتموها ، عن عبادتي وملكي وربوبيتي؟ فالويل الطويل يومئذ لمن أبان كذبه صدقة في ، والويل الطويل يومئذ لمن أزهق الضلالة حقي ، والويل الطويل لمن دحضت حجته قدامي.
قوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)
[١٦٥٣٤] حدثنا عصام بن رواد ، ثنا آدم ، عن أبى جعفر ، عن الربيع ، عن أبى العالية (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) بما تقولون إنه كما تقولون. وروى ، عن الربيع ابن أنس نحو ذلك.
قوله تعالى : (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ) آية ٦٥
[١٦٥٣٥] حدثنا أبى ، ثنا علي بن الجعد أنبأ أبو جعفر الرازي ، عن داود بن أبي هند ، عن عامر الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : من زعم أنه يعلم تعني النبي صلى الله عليه وسلم ما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية ، لأن الله يقول : (لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ) (١).
[١٦٥٣٦] حدثنا أبى ، ثنا هشام بن خالد ، ثنا شعيب بن إسحاق ، ثنا سعيد ، عن قتادة قال : إن الله تبارك وتعالى إنما جعل هذه النجوم لثلاث خصال : جعلها زينة للسماء وجعلها يهتدي بها ، وجعلها رجوما للشياطين. فمن تعاطى فيها غير ذلك فقد قال : رأيه وأخطء حظه وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به وإن ناسا جهله بأمر الله قد أحدثوا في هذه النجوم كهانة : من أعرس بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا ، ومن سافر بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا. ولعمري ما من نجم إلا يولد به الأحمر والأسود والطويل والقصير والحسن والذميم. وما علم هذا النجم وهذه الدابة ، وهذا الطائر بشيء من الغيب. وقضى الله أنه (لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) (٢) ولعمري لو أن حدا علم الغيب لعلمه آدم الذي خلقه الله
__________________
(١) مسلم كتاب الايمان ١ / ١٥٩ رقم ٢٨٧.
(٢) قال : ابن كثير : كلام جليل متين صحيح ٦ / ٢١٦.