والوجه الثالث :
[١٤٢٠٤] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : (فَضْلُ اللهِ) الإسلام ، وروى ، عن قتادة مثل ذلك.
قوله : (وَرَحْمَتُهُ).
[١٤٢٠٥] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير قوله : (وَرَحْمَتُهُ) يعني ونعمه لأظهر على المذنب يعني الكاذب منهما قوله : (وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ) يعني : على من تاب ، وقوله : (حَكِيمٌ) يعني حكم الملاعنة.
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ). آية ١١
[١٤٢٠٦] حدثنا يونس بن عبد الأعلى المصري الصدفي ، عن عبد الله بن وهب ، أخبرني يونس بن يزيد ، عن محمد بن مسلم بن شهاب ، أخبرني عروة بن الزبير ، وسعيد بن المسيب ، وعلقمة بن وقاص ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن حديث عائشة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، حين قال لها أهل الإفك ما قالوا ، فبرأها الله ، فكلهم حدثني حديثها ، وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض ، زعموا أن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين أزواجه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه ، قالت عائشة : فأقرع بيننا في غزوة غزاها ، فخرج فيها سهمي ، فخرجت مع رسول الله بعد ما أنزل الحجاب ، فأنا أحمل في هودجي ، وأنزل فيه. فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك ، وقفل ودنونا من المدينة قافلين ، أذن ليلة بالرحيل فقمت حين أذنوا بالرحيل فتبرزت ، فمشيت حتى جاوزت الجيش ، فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل ، فلمست صدري ، فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع ، فرجعت فالتمست عقدي ، فحبسني ابتغاؤه ، وأقبل الرهط الذين يرحلون بي ، فاحتملوا هودجي ، فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب ، وهم يحسبون أني فيه ، وكان النساء إذ ذاك خفافا ، لم يهبلن (١) ، ولم يغشهن اللحم ، إنما يأكلن العلقة ، من الطعام ، فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه ورحلوه ،
__________________
(١) أي يثقلن.