السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) ألم تعلموا أنه لا يأمن غدا إلا من حذر اليوم وخافه [وباع نافذا بباق] (١) وقليلا بكثير ، وخوفا بأمان إلا ترون إنكم من أصلاب [الهالكين وسيكون من بعدكم الباقون] (٢) حين تردون إلى خير الوارثين؟ ثم إنكم في كل يوم تشيعون غاديا ورائحا إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجله حتى تغيبوه في صدع من الأرض ، في بطن صدع غير ممتد ولا موسد ، قد فارق الأحباب ، وباشر التراب ، وواجه الحساب ، مرتهن بعمله ، غني عن ما ترك ، فقير إلى ما قدم ، فاتقوا الله قبل انقضاء مواثيقه ، ونزول الموت بكم. ثم رفع [جعل طرف] (٣) ردائه على وجهه فبكى وأبكى من حوله.
قوله تعالى : (فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُ)
[١٤٠٧٠] حدثنا يحيي بن نصر الخولاني ، ثنا ابن وهب ، أخبرنى ابن لهيعة ، عن ابن هبيرة ، عن حنش بن عبيد الله ، ان رجلا مصابا مر به على ابن مسعود ، فقرأ في أذنه (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) حتى ختم السورة فبرأ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بما ذا قرأت في أذنه؟ فأخبره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال.
[١٤٠٧١] حدثنا الحسين بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ، ثنا حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد (فَتَعالَى اللهُ) قال : هو الانكفاف أنكف نفسه أنكفته الملائكة وما سبح له.
قوله تعالي (الْمَلِكُ)
[١٤٠٧٢] حدثنا إسحاق بن وهب العلاف الواسطي ، ثنا أبو المسيب (سلمة) (٤) بن سلام ، ثنا أبو بكر بن خنيس ، عن نهشل بن سعيد ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا في السفن ، بسم الله الملك (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ
__________________
(١) ـ (٣) ما بين معكوفين اضافة ، عن ابن كثير ٥ / ٤٩٤.
(٤) في الأصل (سلم) انظر ابن كثير ٥ / ٤٩٤.