[١٣٨٠٤] عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : (مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ) يقول : أن لن يرزقه الله (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ) فيأخذ حبلا فليربطه في سماء بيته فليختنق به (فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ) قال : فلينظر هل تنفعه ذلك أو يأتيه برزق؟ (١).
[١٣٨٠٥] عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال : من كان يظن أن لن ينصر الله نبيه ويكابد هذا الأمر ليقطعه عنه ، فليقطع ذلك من أصله حتى يأتيه ، فإن أصله في السماء (ثُمَّ لْيَقْطَعْ) أي عن النبي الوحي الذي يأتيه من الله إن قدر (٢).
[١٣٨٠٦] عن قتادة في قوله : (مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ) يقول : من كان يظن أن الله غير ناصر دينه فليمدد بحبل إلى السماء سماء البيت فليختنق (فَلْيَنْظُرْ) ما يرد ذلك في يده (٣).
قوله تعالى : (وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى) آية ١٧
[١٣٨٠٧] عن قتادة رضي الله عنه في قوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) الآية. قال : الصابئون ، قوم يعبدون الملائكة ويصلون القبلة ويقرءون الزبور (وَالْمَجُوسَ) عبدة الشمس والقمر والنيران وأما (الَّذِينَ أَشْرَكُوا) فهم عبدة الأوثان (إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) قال : الأديان ستة : فخمسة للشيطان ، ودين لله عز وجل (٤).
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ)
[١٣٨٠٨] عن عكرمة في قوله : (إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ) قال : فصل قضاءه بينهم ، فجعل الجنة مشتركة وجعل هذه الأمة واحدة (٥).
[١٣٨٠٩] عن عكرمة رضي الله عنه قال : (قالَتِ الْيَهُودُ : عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ ، وَقالَتِ النَّصارى : الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ) ، وقالت الصابئة : نحن نعبد الملائكة من دون الله. وقالت المجوس : نحن نعبد الشمس والعمر من دون الله. وقالت المشركون : نحن نعبد الأوثان من دون الله. فأوحى الله إلى نبيه ليكذب قولهم (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) إلى آخرها (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً) وأنزل الله (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ)
__________________
(١) الدر ٦ / ١٤ ـ ١٥.
(٢) ـ (٥) الدر ٦ / ١٥ ـ ١٦.