احملوني معكم فحملوه ، فأخرج الجعل فأبوا أن يقبلوه منه فقال : إذا أخرج عنكم فقبلوه فلما لجت السفينة في البحر أخذهم البحر والأمواج ، فقال لهم يونس ، اطرحوني تنجوا قالوا : بل نمسكك ننجو. قال : فساهموني يعني قارعوني فساهموه ثلاثا فوقعت عليه القرعة ، فأوحى إلى سمكة يقال لها النجم من البحر الأخضر ، أن «شقي البحار حتى تأخذ يونس ، فليس يونس لك رزقا ، ولكن بطنك له سجن ، فلا تخدشي له جلدا ولا تكسري له عظما فجاءت حتى استقبلت السفينة ، فقارعوه الثالثة فوقعت عليه القرعة ، فاقتحم الماء فالتقمته السمكة فشقت به البحار حتى انتهت به إلى البحر الأخضر (١).
قوله تعالى : (لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)
[١٣٧١٠] حدثنا أبو عبد الله بن عبد الرحمن بن أخى ابن وهب حدثنا عمي : حدثني أبو صخر أن يزيد الرقاشي حدثه قال : سمعت أنس بن مالك ولا أعلم إلا أن أنسا يرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يونس النبي عليه السلام حين بدا له أن يدعو بهذه الكلمات وهو في بطن الحوت ، قال : اللهم ، (لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ» إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) فأقبلت هذه الدعوة تحف بالعرش ، فقالت الملائكة : يا رب صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة؟ فقال : أما تعرفون ذاك؟ قالوا : لا يا رب ، ومن هو؟ قال : عبدي يونس ، قالوا : عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل ودعوة مجابة؟ قال : نعم ، قالوا : يا رب ، أولا ترحم ما كان يصنع في الرخاء فتنجيه من البلاء؟ قال : بلى. فأمر الحوت فطرحه في العراء (٢).
[١٣٧١١] عن أنس رفعه : أن يونس حين بدا له أن يدعو الله بالكلمات حين ناداه في بطن الحوت قال : اللهم (لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) فأقبلت الدعوة تحف بالعرش ، فقالت الملائكة : هذا صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة ، فقال : أما تعرفون ذلك؟ قالوا : يا رب ، ومن هو؟ قال : ذاك عبدي يونس قالوا : عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل ودعوة مجابة؟! قال : نعم ،
__________________
(١) الدر ٥ / ٦٦٧.
(٢) ابن كثير.