قوله تعالى : فما يستطيعون (صَرْفاً وَلا نَصْراً)
[١٥٠٤١] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبى نجيح ، عن مجاهد (١) قوله : فما يستطيعون (صَرْفاً وَلا نَصْراً) المشركون لا يستطيعون صرف العذاب ولا نصر أنفسهم.
[١٥٠٤٢] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلى أنبا أصبغ قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد في قول الله عز وجل : فما يستطيعون (صَرْفاً وَلا نَصْراً) فما يستطيعون أن يصدقوا العذاب عنهم الذي نزل بهم حين كذبوا ولا أن ينصروا قال : وينادي مناد يوم القيامة حيث يجمع الله الخلائق : (ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ) (٢) قال : من عبد من دون الله ، لا ينصر اليوم من عبده وما للعابدين دون الله لا ينصروا اليوم إلهه الذي يعبد من دون الله فقال الله : (بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ) (٣) وقرأ قول الله : (فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ) (٤).
قوله تعالى : (وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً)
[١٥٠٤٣] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة ، عن أبى روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال : كل شيء نسبه إلى غير الإسلام من اسم مثل مسرف وظالم ومجرم وفاسق وخاسر فإنما يعني به الكفر ، وما نسبه إلى الإسلام فإنما يعني به الذنب قال : (وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً) يقول : ومن يكفر منكم قال : (وَأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ) يقول : للكافرين.
[١٥٠٤٤] أخبرنا محمد بن حماد الطهراني فيما كتب إلى أنبأ إسماعيل بن عبد الكريم حدثني عبد الصمد أنه سمع وهبا يقول : قرأت اثنين وسبعين كتابا نزلت من السماء ما سمعت : كتابا أكثر تكريرا فيه الظلم ومعاتبة عليه من القرآن وذلك لأن الله علم أن فتنة هذه الأمة تكون في الظلم وما الآخرين من الأمم (٥) فإنه أكثر معاتبة إياهم في الشرك وعبادة الأوثان وإنه ذكر معاتبة هذه الأمة بالظلم فقال : (وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً) : و (أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (٦) ونزع بأشباه هذا من القرآن.
__________________
(١) الصافات آية ٢٥.
(٢) الصافات آية ٢٥.
(٣) الصافات آية ٢٦.
(٤) المرسلات آية ٣٩.
(٥) في الأصل : (واما الآخر الإمام) وهي غير مفهومه ولعل الصواب ما أثبته والله اعلم.
(٦) سورة الأعراف آية ٤٤.