إلى الملك فقال : ليكونن لهؤلاء القوم بعد اليوم شأن ... ناس خرجوا لا يدرى أين ذهبوا في غير خيانة ولا شيء يعرف ...!! فدعا بلوح من رصاص فكتب فيه أسماءهم ثم طرح في خزانته. فذلك قول الله (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ) والرقيم ، هو اللوح الذي كتبوا. فانطلقوا حتى دخلوا الكهف فضرب الله على آذانهم فقاموا. فلو أن الشمس تطلع عليهم لأحرقتهم ، ولو لا أنهم يقلبون لأكلتهم الأرض. ذلك قول الله : (وَتَرَى الشَّمْسَ) ... الآية. قال : ثم إن ذلك الملك ذهب وجاء ملك آخر فعبد الله وترك تلك الأوثان ، وعدل في الناس ، فبعثهم الله لما يريد ، (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ) فقال بعضهم : يوما. وقال بعضهم يومين. وقال بعضهم : أكثر من ذلك. فقال كبيرهم : لا تختلفوا ، فإنه لم يختلف قوم قط إلا هلكوا ، (فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ). فرأي شارة أنكرها ورأى بنيانا أنكره ، ثم دنا إلى خباز فرمى إليه بدرهم وكانت دراهمهم كخفاف الربع ـ يعني ولد الناقة ـ فأنكر الخباز الدرهم فقال : من أين لك هذا الدرهم؟ لقد وجدت كنزا لتدلنى عليه أو لأرفعنك إلى الأمير. فقال : أو تخوفني بالأمير؟ وأتى الدهقان الأمير ، قال : من أبوك؟ قال : فلان. فلم يعرفه. قال : فمن الملك؟ قال : فلان. فلم يعرفه ، فاجتمع عليهم الناس فرفع إلى عالمهم فسأله فأخبره فقال : علي باللوح ، فجيء به فسمى أصحابه فلانا وفلانا. وهم مكتوبون في اللوح ، فقال للناس : إن الله قد دلكم على إخوانكم. وانطلقوا وركبوا حتى أتوا إلى الكهف ، فلما دنوا من الكهف قال الفتى : مكانكم أنتم حتى أدخل أنا على أصحابي ، ولا تهجموا فيفزعون منكم وهم لا يعلمون أن الله قد أقبل بكم وتاب عليكم. فقالوا : لتخرجن علينا قال : نعم إن شاء الله. فدخل فلم يدروا أين ذهب ، وعمي عليهم فطلبوا وحرضوا فلم يقدروا على الدخول عليهم فقالوا (لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) فاتخذوا عليهم مسجدا فجعلوا يصلون عليهم ويستغفرون لهم.
[١٢٧٢١] عن عكرمة رضي الله عنه قال : كان أصحاب الكهف أبناء ملوك ، رزقهم الله الإسلام فتعوذوا بدينهم واعتزلوا قومهم حتى انتهوا إلى الكهف ، فضرب الله على صماخاتهم فلبثوا دهرا طويلا حتى هلكت أمتهم ، وجاءت أمة مسلمة وكان ملكهم مسلما ، واختلفوا في الروح والجسد فقال قائل : يبعث الروح والجسد