[١٢٧١٨] عن قتادة رضي الله عنه في قوله : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) قال : ليسوا بأعجب آياتنا ، كانوا من أبناء الملوك (١).
[١٢٧١٩] عن النعمان بن بشير أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن أصحاب الرقيم : «أن ثلاثة نفر دخلوا إلى الكهف ، فوقع من الجبل حجر على الكهف فأوصد عليهم ، فقال قائل منهم : تذكروا أيكم عمل حسنة لعل الله أن يرحمنا. فقال أحدهم : نعم ، قد عملت حسنة مرة ... أنه كان لي عمال استأجرتهم في عمل لي ، كل رجل منهم بأجر معلوم. فجاءني رجل ذات يوم وذلك في شطر النهار فاستأجرته بقدر ما بقي من النهار بشطر أصحابه الذين يعملون بقية نهارهم ذلك ، كل رجل منهم نهاره كله. فرأيت من الحق أن لا أنقصه شيئا مما استأجرت عليه أصحابه. فقال رجل منهم : يعطى هذا مثل ما يعطيني ولم يعمل إلا نصف نهاره!! فقلت له : إني لا أبخسك شيئا من شرطك ، وإنما هو مالي أحكم فيه بما شئت. فغضب وترك أجره ، فلما رأيت ذلك عزلت حقه في جانب البيت ما شاء الله ، ثم مر بي بعد ذلك بقر فاشتريت له فصيلا من البقر حتى بلغ ما شاء الله ، ثم مر بي الرجل بعد حين وهو شيخ ضعيف وأنا لا أعرفه ، فقال لي : إن لي عندك حقا. فلم أذكره حتى عرفني ذلك ، فقلت له : نعم ... إياك أبغي. فعرضت عليه ما قد أخرج الله له من ذلك الفصيل من البقر ، فقلت له : هذا حقك من البقر. فقال لي : يا عبد الله ، لا تسخر بي ... إن لا تتصدق علي أعطني حقي. فقلت : والله ما أسخر منك ، إن هذا لحقك. فدفعته إليه ، اللهم فإن كنت تعلم أني قد كنت صادقا وأني فعلت ذلك لوجهك فافرج عنا هذا الحجر. فانصدع حتى رأوا الضوء وأبصروا (٢).
وقال الآخر : قد عملت حسنة مرة ، وذلك أنه كان عندي فضل فأصاب الناس شدة فجاءتني امرأة فطلبت مني معروفا ، فقلت : لا والله ، ما هو دون نفسك. فأبت علي ثم رجعت فذكرتني بالله ، فأبيت عليها وقلت : لا والله ، ما هو دون نفسك. فأبت علي ثم رجعت فذكرتني بالله فأبيت عليها وقلت : لا والله ما هو دون نفسك. فأبت علي فذكرت ذلك لزوجها فقال : أعطيه نفسك وأغني عيالك.
__________________
(١) الدر ٥ / ٣٦٢ ـ ٣٦٣.
(٢) الدر ٥ / ٣٦٣.