مَنْ يَشاءُ) يعني المسلمين (وَلَتُسْئَلُنَ) يوم القيامة (عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ثم ضرب مثلا آخر للناقض العهد فقال : (وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ) يعني العهد (دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها) يقول : إن ناقض العهد يزل في دينه كما يزل قدم الرجل بعد الاستقامة (وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) يعني العقوبة (وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً) يعني عرضا من الدنيا يسيرا (إِنَّما عِنْدَ اللهِ) يعني الثواب (هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) يعني أفضل لكم من العاجل (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ) يعني ما عندكم من الأموال يفنى (وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ) يعني وما عند الله في الآخرة من الثواب دائم لا يزول عن أهله ، وليجزين (الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) في الدنيا ويعفو عن سيئاتهم.
قوله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى) الآية ٩٧
[١٢٦٤٨] عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنه سئل عن هذه الآية (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً) قال : الحياة الطيبة ، الرزق الحلال في هذه الحياة الدنيا. وإذا صار إلى ربه جازاه بأحسن ما كان يعمل (١).
قوله تعالى : (حَياةً طَيِّبَةً)
[١٢٦٤٩] عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : (حَياةً طَيِّبَةً) قال : الكسب الطيب والعمل الصالح (٢).
[١٢٦٥٠] عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : (حَياةً طَيِّبَةً) قال : السعادة (٣).
[١٢٦٥١] عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً) قال : القنوع. قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو : «اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه ، واخلف على كل غائبة لي بخير» (٤).
[١٢٦٥٢] عن الحسن رضي الله عنه في قوله : (حَياةً طَيِّبَةً) قال : ما تطيب الحياة لأحد إلا في الجنة (٥).
__________________
(١) الدر ٥ / ١٦٣.
(٢ ـ ٣) الدر ٥ / ١٦٤ ـ ١٦٥.
(٤ ـ ٥) الدر ٥ / ١٦٤ ـ ١٦٦.