قوله : (وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) آية ٤٥
[١٢٣٠٦] عن قتادة رضي الله عنه في قوله : (وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) قال : سكن الناس في مساكن قوم نوح وعاد وثمود. وقرون بين ذلك كثيرة ممن هلك من الأمم (وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ) قال : قد والله بعث الله رسله وأنزل كتبه وضرب لكم الأمثال ، فلا يصم فيها إلا الأصم ، ولا يخيب فيها إلا الخائب فاعقلوا عن الله أمره (١).
قوله : (وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ) آية ٤٦
[١٢٣٠٧] عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : (وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ) يقول شركهم (٢). كقوله (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ) (٣).
[١٢٣٠٨] عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية : (وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ) ثم فسرها فقال : إن جبارا من الجبابرة قال : لا أنتهي حتى أنظر إلى ما في السماء ، فأمر بفراخ النسور تعلف اللحم حتى شبت وغلظت ، وأمر بتابوت فنجر يسع رجلين ثم جعل في وسطه خشبة ثم ربط أرجلهن بأوتاد ، ثم جوّعهن ، ثم جعل على رأس الخشبة لحما ثم دخل هو وصاحبه في التابوت ، ثم ربطهن إلى قوائم التابوت ثم خلى عنهن يردن اللحم فذهبن به ما شاء الله تعالى. ثم قال لصاحبه : افتح فانظر ماذا ترى. ففتح فقال : أنظر إلى الجبال ... كأنها الذباب ..! قال : أغلق. فأغلق فطرن به ما شاء الله ثم قال : افتح .. ففتح. فقال : انظر ماذا ترى. فقال : ما أرى إلا السماء ، وما أراها تزداد إلا بعدا. قال : صوّب الخشبة. فصوبها فانقضت تريد اللحم ، فسمع الجبال هدتها فكادت تزول عن مراتبها (٤).
[١٢٣٠٩] عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله : (وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ) قال : انطلق ناس وأخذوا هذه النسور فعلقوا عليها كهيئة التوابيت ثم أرسلوها في السماء ، فرأتها الجبال فظنت أنه شيء نزل من السماء فتحركت لذلك (٥).
__________________
(١) الدر ٥ / ٥٢ ـ ٥٣.
(٢) الدر ٥ / ٥٢ ـ ٥٣.
(٣) الدر ٥ / ٥٤ ـ ٥٥.
(٤) الدر ٥ / ٥٤ ـ ٥٥.
(٥) الدر ٥ / ٥٤ ـ ٥٥.