قوله تعالى : (لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ).
[١٠٣٠١] حدثنا أبو زرعة ثنا منجاب ثنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس ، في قوله : (لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ) يقول : نعرفهم.
[١٠٣٠٢] أخبرنا محمد بن حماد الطهراني فيما كتب إلى أنبا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ) إلى قوله : (لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ) قال قتادة : فما بال أقوام يتكلفون علي الناس؟ يقول : فلان في الجنة ، وفلان في النار ، فإذا سألت أحدهم عن نفسه قال : لا أدري ، لعمري لأنت بنفسك أعلم منك بأعمال الناس ، ولقد تكلفت شيئا ما تكلفه نبي ، قال نبي الله نوح ـ صلى الله عليه وسلم ـ (وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) وقال نبي الله شعيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) وقال الله لنبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ (لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ).
قوله تعالى : (سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ).
[١٠٣٠٣] حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي بن سعيد القطان ثنا عمرو العنقزي ثنا أسباط عن السدى عن أبي مالك عن ابن عباس ، (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ) قال : قام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خطيبا يوم جمعة فقال : يا فلان ، اخرج فإنك منافق ، يا فلان اخرج فإنك منافق ، فأخرجهم بأسمائهم ففضحهم ، وكان عمر ابن الخطاب لم يشهد الجمعة يومئذ لحاجة كانت ، فلقيهم وهم يخرجون من المسجد ، فاختبأ منهم استحياء أنه لم يشهد الصلاة ، وظن أن الناس قد انصرفوا ، واختبئوا هم منه ، وظنوا أنه علم بأمرهم ، فدخل عمر المسجد فإذا الناس لم يصلوا ، فقال له رجال من المسلمين : أبشر يا عمر ، فقد فضح الله المنافقين فهذا العذاب الأول حين أخرجهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المسجد ، والعذاب الثاني : عذاب القبر.
[١٠٣٠٤] حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني ، ثنا أبو نوح ، أنبأ شعبة عن قتادة في قوله : (سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ) قال : عذاب القبر وعذاب النار.
والوجه الثاني :
[١٠٣٠٥] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا يحيي بن اليمان عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ، (سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ) قال : الجوع والقتل.