قوله تعالى : (وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ)
[١٠٥٠٣] حدثنا أبي ثنا ابن أبي عمر ثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : كانت تبوك آخر غزوة غزاها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي غزوة الحر ، قالوا : (لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا) وهي غزوة العسرة.
قوله تعالى : (قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ)
[١٠٥٠٤] أخبرنا محمد بن سعد فيما كتب إلى ثنا أبى ثنا عمي عن أبيه عن جده عن ابن عباس : (وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ) وذلك أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمر الناس أن ينبعثوا معه وذلك في الصيف فقال رجل : يا رسول الله ، الحر شديد ولا نستطيع الخروج ، فلا تنفر في الحر ، فقال : (قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ).
قوله تعالى : (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً) آية ٨٢
[١٠٥٠٥] حدثنا أبي ثنا أبو صالح كاتب الليث ثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً) هم المنافقون والكفار ، الذين اتخذوا دينهم هزوا ولعبا ، يقول الله تعالى : (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً) : في الدنيا.
[١٠٥٠٦] حدثنا أبي ثنا سويد بن سعيد ثنا مروان بن معاوية عن إسماعيل بن سميع عن ابن عباس قوله : (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً) قال : الدنيا قليل ، فليضحكوا فيها ما شاءوا (وَلْيَبْكُوا كَثِيراً) فإذا انقطعت الدنيا وصاروا إلى الله ، استأنفوا بكاء لا ينقطع أبدا.
[١٠٥٠٧] حدثنا أبي ثنا ابن نفيل ثنا أبو معاوية عن إسماعيل بن سميع عن أبى رزين في قوله : (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً) قال : أيام الدنيا قليل ، فليضحكوا فيها ما شاءوا ، فإذا صاروا إلى الآخرة بكوا بكاء لا ينقطع ، وهو الكثير ـ وروى عن الربيع بن خثيم وعون العقيلي والحسن. وقتادة وزيد بن أسلم في قوله : (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً) قالوا : في الدنيا.