قوله تعالى : (وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى)
[٨٥٣٥] أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروني قراءة ، ثنا محمد بن شعيب أخبرنى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه زيد بن أسلم أنه حدثه ، عن عطاء بن يسار ، عن أبى هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله تبارك وتعالى لما أن خلق آدم مسح ظهره ، فخرجت منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة ، ونزع ضلعا من أضلاعه فخلق منه حواء ثم أخذ عليهم العهد : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ) ثم اختلس كل نسمة من بني آدم بنوره في وجهه ، وجعل فيه البلوى الذي كتب إنه يبتلي بها في الدنيا من الأسقام ، ثم عرضهم على آدم فقال : يا آدم هؤلاء ذريتك وإذا فيهم الأجذم والأبرص والأعمى وأنواع الأسقام ، فقال آدم : يا رب لم فعلت هذا بذريتي؟ قال : كي تشكر نعمتي يا آدم ، وقال آدم : يا رب من هؤلاء الذين أراهم أظهر الناس نورا؟ قال : هؤلاء الأنبياء ، يا آدم من ذريتك قال : فمن هذا الذي أراه أظهرهم نورا؟ قال : هذا داود يكون في آخر الأمم ، قال : يا رب كم جعلت عمره؟ قال : ستين سنة ، قال : يا رب كم جعلت عمري؟ قال : كذا وكذا قال : رب فزده من عمري أربعين سنة حتى يكون عمره مائة سنة قال : أتفعل يا آدم؟ قال : نعم يا رب ، قال : فنكتب ونختم؟ إنا أن كتبنا وختمنا لم نغير ، قال : فافعل أي رب ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلما جاء ملك الموت إلى آدم ليقبض روحه قال : ماذا تريد يا ملك الموت؟ قال : أريد قبض روحك ، قال ألم يبق من أجلي أربعون سنة؟ قال : أولم تعطها ابنك داود؟ قال : لا ، قال : فكان أبو هريرة يقول : فنسي آدم ونسيت ذريته ، وجحد آدم فجحدت ذريته ، قال ابن شعيب : أخبرنى أبو حفص بن أبى العاتكة قال : وعمره كان ألف سنة (١).
[٨٥٣٦] حدثنا أبى ، ثنا أبو صالح كاتب الليث ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس : قوله : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) قال : إن الله خلق آدم ثم أخرج ذريته من صلبه مثل الذر فقال لهم : من ربكم؟ قالوا الله ربنا ، ثم أعادهم في صلبه حتى يولد كل من أخذ ميثاقه ، لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم إلى أن تقوم الساعة.
__________________
(١) الترمذي كتاب التفسير رقم ٥٣٠٧٦ / ٢٤٩ هذا حديث حسن صحيح.