المسلمين فقتل رجلا ، ثم حمل فقتل آخر ، ثم حمل فقتل آخر ، ثم قال : أينفعني الإسلام بعد هذا؟ قالوا : ما ندري حتى نذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قال : فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : نعم. فضرب فرسه فدخل فيهم ، ثم حمل على أصحابه فقتل رجلا ، ثم آخر ، ثم آخر ، ثم قتل. قال : فيرون أن هذه الآية فنزلت فيه : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ).
قوله : (وَهُمْ مُهْتَدُونَ).
[٧٥٤٦] حدثنا أبي ، ثنا يوسف بن موسى القطان ، ثنا مهران بن أبي عمر ، ثنا يونس بن عبد الأعلى ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسير سراة ، إذ عرض له أعرابي فقال : يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق لقد خرجت من بلادي وتلادي ومالي لأهتدي بهداك وآخذ من قولك ، فما بلغتك حتى مالي طعام إلا من خضر الأرض ، فاعرض علي. فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقبل ، فازدحمنا حوله ، فدخل خف بكره في بيت جرذان ، فتردى الأعرابي فانكسرت عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدق والذي بعثني بالحق ؛ لقد خرج من بلاده وتلاده وماله ، يهتدي بهداي ، ويأخذ من قولي ، فما بلغني حتى ما له طعام إلا من خضر الأرض ، أسمعتم بالذي عمل قليلا وجزي كثيرا؟ هذا منهم. أسمعتم بـ (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ ، أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ؟) فإن هذا منهم.
[٧٥٤٧] حدثنا محمد بن العباس ، ثنا عبد الرحمن بن سلمة ، ثنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق : (أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) ، والهدى في الحجة بالمعرفة والاستقامة.
[٧٥٤٨] حدثنا أبي ، ثنا مقاتل بن محمد ، ثنا محمد بن المعلى ابن أخي زبيد اليامي ، عن زياد بن خيثمة ، عن أبي داود ، عن عبد الله بن سخبرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ابتلي فصبر ، وأعطي فشكر ، وظلم فغفر وظلم فاستغفر ، ثم سكت النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له : يا رسول الله ، ما له؟ قال : (أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ).