في الجنة وقتلاكم في النار. قال أبو سفيان : عزى لنا ولا عزى لكم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم قال : أبو سفيان : أعل هبل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أعلى وأجل. فقال أبو سفيان : موعدنا وموعدكم بدر الصغرى ، ونام المسلمون وبهم الكلوم. قال عكرمة : ففيهم نزلت : (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ) (١).
[٤٢٢٦] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد (٢) (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ) جراح وقتل.
وروى عن السدى وقتادة ، والربيع بن أنس أنها الجراحات.
قوله تعالى : (فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ)
[٤٢٢٧] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا موسى بن محكم ، ثنا أبو بكر الحنفي ، ثنا عباد بن منصور قال : سألت الحسن عن قوله : (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ) فقال : أن يقتل منكم يوم أحد فقد قتلتم يوم بدر مثله.
[٤٢٢٨] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه عن الربيع في قوله : (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ) يقول : إن كان أصابكم قرح فقد أصاب عدوكم قرح مثله ، ويعزي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويحثهم على القتال.
[٤٢٢٩] حدثنا علي بن الحسن ، ثنا سعيد بن أبي مريم ، أنبأ المفضل ، حدثني أبو صخر في قول الله تعالى : (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ) قال : القرح : الجراح. يقول : فقد مس القوم جراح مثله وهو يوم أحد.
قوله تعالى : (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ)
[٤٢٣٠] أخبرنا محمد بن سعد العوفي فيما كتب إلىّ حدثني أبي ، ثنا عمي الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن عبد الله بن عباس قوله : (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ) فإنه كان يوم أحد بيوم بدر ، قتل المؤمنون يوم أحد ، اتخذ الله منهم شهداء ، وغلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر المشركين ، فجعل له الدولة عليهم
__________________
(١) البخاري كتاب المغاري ٥ / ٢٩ بمعناه الطبري رقم ٧٩٠٨.
(٢) التفسير ١ / ١٣٦.