الله تعالى : (بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا) كان هذا موعدا من الله يوم أحد عرضه على نبيه. أنّ المؤمنين إن اتقوا وصبروا أمددتهم (بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ) ، ففر المسلمون يوم أحد وولوا مدبرين فلم يمدهم الله.
[٤٠٩٩] حدثنا محمد بن العباس ، ثنا زنيج ، ثنا سلمة قال : قال محمد بن إسحاق (بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا) قال : أي تصبروا لعدوي وتطيعوا أمري.
[٤١٠٠] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد (١) (وَيَأْتُوكُمْ) يعني الكفار فلم يقتلوهم تلك الساعة وذلك يوم أحد.
قوله تعالى : (مِنْ فَوْرِهِمْ)
[٤١٠١] أخبرنا محمد بن سعد العوفي فيما كتب إلىّ حدثني أبي ، ثنا عمي الحسين عن أبيه ، عن جده عن ابن عباس (وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا) يقول : من سفرهم هذا. ويقال : بل هو من غضبهم هذا.
[٤١٠٢] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا وكيع وأبو نعيم عن مالك بن مغول قال : سمعت أبا صالح في قوله : (وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا) قال : من غضبهم.
قال أبو محمد : يعني من فوره : الغضب وروى عن مجاهد (٢) وعكرمة : من غضبهم
الوجه الثاني :
[٤١٠٣] حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، ثنا أحمد بن المفضل ، ثنا أسباط عن السدى قوله : (وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا) قال : من وجههم هذا وروى عن الحسن ، والضحاك والربيع ، وقتادة (٣) مثل ذلك غير أن الضحاك قال : من غضبهم ووجههم.
قوله تعالى : (يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ)
[٤١٠٤] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا موسى بن محكم ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عباد ابن منصور عن الحسن في قوله : (يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ) قال : يوم بدر.
__________________
(١) التفسير ١ / ١٣٥.
(٢) انظر تفسير عبد الرزاق ١ / ١٣٥.
(٣) انظر تفسير عبد الرزاق ١ / ١٣٥.