تخطبها ، والله لا أزوجكها ، فأنزل الله تعالى (وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَ) فقال : الآن أفعل يا رب ، الآن أفعل يا رب (١).
[٢٢٥٥] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب ، ابنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، في قوله : (فَلا تَعْضُلُوهُنَ) قال : يقول : فلا تمنعوهن : تحبسوهن. قال : كان الرجل في الجاهلية إذا كانت له ذات قرابة هو أدنى إليها في القرب ، القى عليها ثوبه. فلم تزوج غيره إلا بإذنه فيعضلها بذلك على النكاح ، فذلك العضل ، وهو قول الله (فَلا تَعْضُلُوهُنَ) يقول : فلا تمنعوهن.
قوله تعالى : (إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ)
[٢٢٥٦] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبيد الله عن إسرائيل ، عن السدى عن أبي مالك (إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ) قال : إذا رضيت الصداق.
[٢٢٥٧] قرأت على محمد بن الفضل ، ثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن مزاحم عن بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، قوله : (إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ) يعني : بمهر ، وبينة ونكاح مؤتنف.
[٢٢٥٨] حدثنا أبي ثنا عبد العزيز بن منيب ، ثنا أبو معاذ ، عن عبيد عن ابن سليمان ، عن الضحاك (إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ) إذا رضيت المرأة وأرادت ان تراجع زوجها بنكاح جديد.
قوله تعالى : (ذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وَأَطْهَرُ)
[٢٢٥٩] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا موسى بن هارون الدولابي ، ثنا مروان عن جويبر ، عن الضحاك ، في قوله : (ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وَأَطْهَرُ) أمر ولي المرأة ألا يحبسها ولا يعضلها إذا أرادت مراجعة زوجها.
قوله تعالى : (وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)
[٢٢٦٠] وبه عن الضحاك في قول الله : (وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) يعلم وجد كل واحد بصاحبه ، ما لا تعلمون.
__________________
(١) الترمذي ٥ / ٢٠١ رقم ٢٩٨١ قال : حسن صحيح قال : ابن كثير هذا صحيح ١ / ٤١٦.