فلما ذاق الشجرة سقط عنه لباسه ، فأول ما بدا منه عورته ، فلما نظر إلى عورته جعل يشتد في الجنة فأخذت شعره شجرة فنازعها ، فناداه الرّحمن يا آدم منى تفر؟ فلما سمع كلام الرّحمن ، قال : يا رب لا ولكن استحياء (١).
[٣٨٩] حدثني جعفر بن أحمد بن الحكم القومسي سنة أربع وخمسين ومائتين ثنا سليم بن منصور بن عمار ثنا علي بن عاصم عن سعيد عن قتادة عن أبى بن كعب قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لما ذاق آدم من الشجرة فر هاربا فتعلقت شجرة بشعره فنودي : يا آدم ، أفرارا مني؟ قال : بل حياء منك قال يا آدم اخرج من جواري ، فبعزتي لا أساكن فيها من عصاني ، ولو خلقت ملء الأرض مثلك خلقا ثم عصوني لأسكنتهم دار العاصين (٢).
[٣٩٠] حدثنا عصام بن رواد ثنا آدم ثنا أبو جعفر الرازي ، قال الربيع بن أنس : فأخرج آدم من الجنة للساعة التاسعة أو العاشرة ، فأخرج آدم معه غصنا من شجر الجنة ، على رأسه تاج من شجر الجنة ، وهو الإكليل من ورق الجنة.
قوله : (وَقُلْنَا اهْبِطُوا)
[٣٩١] حدثنا أبو هارون محمد بن خالد الخراز ثنا يحيى بن زياد ، حدثني ابن أبى الخطيب أخبرنى ضمرة عن رجاء بن أبى سلمة قال : أهبط آدم يديه على ركبتيه مطأطئا رأسه ، وأهبط إبليس مشبكا بين أصابعه رافعا رأسه إلى السماء.
[٣٩٢] حدثنا محمد بن عمار بن الحارث ثنا محمد بن سعيد بن سابق ثنا عمرو بن أبى قيس عن أبى عدى ـ يعني الزبير بن عدى ـ عن ابن عمر قال : أهبط آدم بالصفا ، وحواء بالمروة.
[٣٩٣] حدثنا علي بن الحسين ثنا المقدمي ثنا عمران بن عيينة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : إن أول ما أهبط الله آدم إلى الأرض أهبطه بدحنا ، أرض بالهند.
__________________
(١) قال ابن كثير : الموقوف أصح إسنادا ٣ / ٣٩٣.
(٢) قال ابن كثير : هذا حديث غريب فيه انقطاع ، بل إغفال بين قتادة وأبى بن كعب رضي الله عنهما ١ / ١١٤.