بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
مقدمة
إن الحمد لله ،
نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات
أعمالنا. من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل (فَلا هادِيَ لَهُ). ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه
وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد
فقد جعل الله
القرآن العظيم هدى من الضلالة ، ونورا للقلوب ، وشفاء (لِما فِي الصُّدُورِ) ، و (رَحْمَةً لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ) ، أخرج الله به من شاء من ظلمات الغي والجهل إلى نور
الإيمان والعلم.
فالقرآن هو آخر
الكتب ؛ لذا فقد اشتمل على العلوم والمعارف النافعة وإن من أنفع علوم القرآن علم
التفسير ؛ فبه نتدبر معانيه ، والعمل بما فيه ، والاهتداء بهديه ، والائتمار
بأوامره والبعد عن نواهيه ، وتصديق أخباره ، والاعتبار بقصصه.
فكان سلف الأمة
يرجعون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أشكل عليهم فيبين لهم المراد ،
ويوضح لهم المعنى.
عن ابن مسعود
رضي الله عنه ، قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرئهم العشر فلا
يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل ، فيعلمنا القرآن والعمل
جميعا.
ولما كان تفسير
القرآن الكريم من أهم العلوم التي يحتاجها المسلمون علماء ومتعلمين ، فقد قيّض
الله عز وجل في كل عصر علماء ، قاموا بأعباء ذلك الأمر