نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ) واتبعوا الشهوات التي كانت الشياطين تتلو وهي المعازف واللعب وكل شيء يصد عن ذكر الله.
[٩٨٥] حدثنا عصام بن رواد ثنا آدم عن أبي جعفر عن الربيع عن أبى العالية في قول الله : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ) قال : إن اليهود سألوا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم عن السحر وخاصموه به ، فأنزل الله : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ) إلى آخر الآية. وإن الشياطين كتبوا السحر والكهانة فدفنوه في مجلس سليمان ، وكان سليمان لا يعلم الغيب فلما مات سليمان استخرجوا ذلك السحر وخدعوا الناس به ، وقالوا : هذا علم كان سليمان يكتمه الناس ويحسدهم عليه ، فلما أخبرهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم بهذه الآيات رجعوا وقد خزوا ، ودحض الله حجتهم.
[٩٨٦] حدثنا الحسن بن أحمد ثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي حدثني سرور بن المغيرة ، عن عباد بن منصور عن الحسن : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ) واتبعته اليهود على ملكه. وكان السحر قبل ذلك في الأرض ولم يزل بها ، ولكنه إنما اتبع على ملك سليمان.
[٩٨٧] حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد ثنا أسباط عن السدى : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ) قال : كانت الشياطين تصعد إلى السماء فتقعد منها مقاعد للسمع فيسمعون كلام الملائكة فيما يكون في الأرض من موت أو غيب أو أمر فيأتون الكهنة فيخبرونهم ، فتحدث الكهنة الناس فيجدونه كما قالوا ، حتى إذا أمنتهم الكهنة كذبوا لهم فأدخلوا فيه غيره فزادوا مع كل كلمة سبعين كلمة ، فاكتتب الناس ذلك الحديث في الكتب ، وفشا في بني إسرائيل أن الجن تعلم الغيب ، فبعث سليمان في الناس فجمع تلك الكتب فجعلها في صندوق ثم دفنها تحت كرسيه ولم يكن أحد من الشياطين يستطيع أن يدنوا من الكرسي إلا احترق.
[٩٨٨] حدثنا محمد بن العباس مولى بني هاشم ثنا عبد الرّحمن بن سلمة ثنا سلمة بن إسحاق : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ) أي في ملك سليمان. يعني يهود الذين قالوا ما قالوا.