كليهما (١) جمعوا له حتى يفدوه فتعيرهم العرب بذلك ، ويقولون : كيف تقاتلونهم وتفدونهم ، قالوا : أمرنا أن نفديهم وحرم علينا قتالهم (٢) قالوا : إنا نستحي أن يستدل بحلفائنا. فذلك حين عيرهم الله فقال : (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ)
[٨٥٨] حدثنا أبى ثنا أحمد بن عبد الرّحمن الدشتكي ثنا عبد الله بن أبى جعفر عن أبيه عن الربيع بن أنس : (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ) يقول : يقتل بعضكم بعضا.
وروى عن الحسن وقتادة نحو ذلك.
قوله : (وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ)
[٨٥٩] حدثنا محمد بن يحيى ، أنبأ أبو غسان ثنا سلمة عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أبى محمد عن سعيد بن جبير ، أو عكرمة عن ابن عباس : (وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ) قال : يخرجونهم من ديارهم معهم. وروى عن الحسن ، وقتادة نحو ذلك.
قوله : (تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ)
[٨٦٠] به عن ابن عباس (تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ) قال : فكانوا إذا كان بين الأوس والخزرج حرب خرجت بنو قينقاع مع الخزرج ، وخرجت النضير وقريظة مع الأوس ، يظاهر كل واحد من الفريقين حلفاءه على إخوانه حتى يتسافكوا دماءهم بينهم.
[٨٦١] حدثنا علي بن الحسين ثنا حمدان بن الوليد البصري ـ يعني البسرى ثنا محمد بن جعفر ـ يعني غندر ـ ثنا شعبة عن السدى قال : نزلت هذه الآية في قيس بن خطيم : (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ) (٣).
__________________
(١) في الأصل (كلاهما) انظر ابن كثير ١ / ١٧٤.
(٢) في ابن كثير (قالوا فلم تقاتلونهم) ١ / ١٧٤.
(٣) انظر ابن كثير ١ / ١٧٤