النّداء الحقيقي
اصطلاحا : هو ما كان فيه المنادى اسما لعاقل ، مثل : «يا أخي إني أحبك».
النداء المجازي
اصطلاحا : هو ما كان فيه المنادى اسما لغير العاقل ، كقول الشاعر :
يا دار ميّة بالعلياء فالسّند |
|
أقوت وطال عليها سالف الأمد |
النّدبة
اصطلاحا : هي نداء موجّه للمتفجّع عليه ، أو المتوجّع منه ، الغرض منها إظهار أهميّة المندوب والإعلام بعظمته ، لأن المتفجّع عليه ، هو من أصابته المنيّة إصابة حقيقيّة ، كقولك لمن مات :وا عثمان ، أو إصابة حكميّة كقولك تندب نفسك حين أخبرت بمصيبة حلّت ببلد : وا عمراه. وأما المتوجّع منه فهو الذي يستقرّ به الألم ، مثل :وا قلباه.
حروف النّدبة : لا يستعمل من أحرف النداء للندبة إلا حرفان هما : «يا» ، «وا» فالحرف «يا» يستعمل للنداء أو للندبة. أما «وا» فإنه حرف نداء لا يستعمل إلا للندبة. ولا يصح حذف أحد الحرفين في أسلوب النّدبة ، ولا يصح الاستغناء عنه بعوض.
من هو المنادى المندوب : المندوب ليس منادى حقيقة ، لأن المنادى ينتظر أن يجيبك أو يقبل إليك ، إنما المندوب هو على صورة المنادى. وفي المنادى لا يصح نداء المضاف إلى ضمير المخاطب ويصح ذلك في النّدبة ، فتقول :وا غلامك ، وكلّ منادى يصح أن يكون مندوبا ، إلا إذا كان نكرة عامّة ، مثل : «رجل» فلا يصح أن تقول : «وا رجلا» ، أما إذا كانت النّكرة من المتوجّع منه ، فتصلح فيها النّدبة ، فتقول : «وا مصيبتاه». ولا تصلح النّدبة أيضا في اسم الإشارة ولا في الضمير ، ولا في اسم الموصول المبدوء بـ «أل» ، ولا في «أي» الموصولة ، أو التي تكون منادى ، فلا تقول : «وا هذا» ، ولا : «وا أنت» ولا : «وا أيّهم» ولا «وا أيتها المرأتاه» ، ويصح أن تقول : «وا من حفر بئر زمزماه» ، «وا رجل».
حكم المنادى المندوب : للمنادى المندوب أحكام المنادى من حيث الإعراب والبناء ؛ فهو مبنيّ على الضمّ إذا كان علما مفردا ، أي : لا مضاف ولا مشبّه بالمضاف ، مثل : «وا كريم» ومثل : «وا سمير». ومثل : «وا قلب» ، أي : نكرة مقصودة ، تعامل معاملة العلم المفرد في البناء على الضم. فتقول : قلب : منادى منصوب مبنيّ على الضّمّ في محل نصب مفعول به لفعل النّدبة المحذوف تقديره «أندب». أمّا إذا كان المنادى المندوب مضافا أو مشبّها بالمضاف فيجب نصبه ، كقول الشاعر :
وا خادم الدّين والفصحى وأهلهما |
|
وحارس الفقه من زيغ وبهتان |
حيث ورد المنادى المندوب «خادم» منصوبا لأنه مضاف. «الدين» مضاف إليه أما النّكرة غير المقصودة فلا تصلح للنّدبة وإذا اضطر الشاعر لتنوين المندوب فيجوز فيه الرّفع والنّصب كالمنادى.
صورة المنادى المندوب : للمنادى المندوب صورتان : الأولى ، أنه يختم بألف زائدة حقيقة ، مثل «وا عمرا» أو زائدة حكما مثل : وا عبد الملكا