استعدادات كثيرة تسبق العيد» المصدر «للاحتفال» مجرور بحرف الجرّ «اللّام». ومثل : «صاحب الاحتفال بعيد الاستقلال هو الجيش» فالمصدر مجرور بالإضافة.
الثاني : أن يكون مختصّا أي يكتسب المصدر ، من لفظ آخر ، معنى زائدا على معناه المبهم. ويختصّ المصدر بالوصف ، مثل : «احتفل احتفال عظيم» أو بالإضافة «احتفل احتفال الفائزين» أو بالدّلالة على العدد ، مثل : «احتفل ثلاثة احتفالات» أما إذا كان المصدر غير متصرّف أي : يلازم المصدريّة لا يجوز أن يكون نائب فاعل مثل : «معاذ الله» ، «سبحان الله» ، «حاشا الله» فلا تصلح هذه المصادر لتكون نائب فاعل مطلقا. وما يجري على المصدر من التّصرّف والاختصاص يجري على اسم المصدر أي : الذي يساوي المصدر في الدّلالة على المعنى ويخالفه بخلوّه من بعض الحروف الموجودة في الفعل ، لفظا وتقديرا دون تعويض ، مثل : اسم المصدر «عطاء» فإنه مساو للمصدر «إعطاء» في المعنى ، ولكن نقص منه الهمزة الأولى لفظا وتقديرا بدون تعويض لأن أصل الفعل «أعطى» ، فتقول : «أعطي عطاء كبير» ، أو «أعطي عطاء المحسنين» ، ومثل : «أعطي عطاء ثلاثيّ» أو مثلث أو ثلاثة عطاءات.
٣ ـ الظّرف إذا كان متصرفا ومختصا. ويكون الظّرف متصرّفا إذا كان لا يلازم الظّرفيّة فيكون فاعلا ، مثل : «جاء يوم العيد» أو نائب فاعل ، مثل : «صيم شهر رمضان». أو مبتدأ وخبرا ، مثل : اليوم يوم العيد ، أو مفعولا به ، مثل : «أمضيت يوما هانئا» ، أو مجرورا بالحرف ، مثل : «امتدّ غيابي من يوم الجمعة إلى يوم الأحد» أو مجرورا بالإضافة ، مثل : «كلّ يوم هو عيد بالنسبة لي» ، أو اسما لـ «إن» ، مثل : «إنّ يوم العيد يوم مبارك».
ولا فرق بين أن يكون الظّرف للزّمان أو للمكان مثل : «قدّامك واسع» و «إن قدّامك واسع» ..
فالظّرف المتصرّف يصح أن يكون نائب فاعل ويختص الظّرف أي : يكتسب معنى جديدا يزيل الغموض أو الإبهام عن معناه وذلك يكون بالوصف ، مثل : «قضي شهر مبارك» ، أو بالإضافة ، مثل : «أذّن وقت الصلاة» ، أو بالعلمية ، مثل : «صيم رمضان» أو بالمعرفة بـ «أل» ، مثل : «مضي اليوم الجميل». أما إذا كان الظّرف غير متصرّف ، أي : مما يلازم الظرفيّة فلا يصح أن يكون نائب فاعل ، مثل : الظّرف ، «قطّ» ، «عوض» ، «إذا» ، ولا يكون نائب فاعل أيضا الظّرف الشبيه بالمتصرّف ، أي : الذي يترك النّصب على الظّرفية إلى ما يشبهها وهو الجرّ بحرف الجرّ ، مثل : «عند» ، «ثمّ» ، «مع».
٤ ـ الجارّ والمجرور إذا كان حرف الجر زائدا ، فيكون الاسم مجرورا باللّفظ مرفوعا بالمحلّ على أنه نائب فاعل ، مثل : «ما أخذ من شيء» فكلمة «شي» اسم مجرور بـ «من» الزائدة لفظا مرفوع محلّا على أنه نائب فاعل. وكقوله تعالى : (وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ)(١) «لمّا» : ظرف خافض لشرطه متعلّق بجوابه مبنيّ على السّكون في محل نصب على الظّرفيّة ، وجملة «سقط» في محل جرّ بالإضافة «في» حرف جرّ متعلّق بـ «سقط» «أيديهم» : اسم مجرور لفظا مرفوع محلّا على أنه نائب فاعل «سقط». ولكي يكون ، «الجار والمجرور» وفي الحقيقة «المجرور» وحده ، نائب فاعل يجب أن يكون الإسناد إليهما مفيدا
__________________
(١) من الآية ١٤٩ من سورة الأعراف.