العامل وتذكيره ، والاستغناء به عن الخبر.
تغيير العامل : يطرأ على العامل عند حذف الفاعل تغييرات تختلف باختلاف صيغته وزمانه ، فهو يتغيّر من صيغة المعلوم إلى صيغة المجهول ويكون هذا التغيير وفقا للأحكام التالية :
١ ـ إذا كان الفعل ماضيا ، وحروفه صحيحة ، خاليا من التّضعيف وجب ضمّ فائه وكسر ما قبل آخره إن لم يكن مكسورا ، مثل : «فتح الطالب الكتاب» ، «فتح الكتاب». وقد تكسر فاؤه إذا كان الثلاثيّ معتلّ العين واويا كان أو يائيا أي : في وسطه «واو» أو «ياء» ، مثل «باع» و «صام».
فالألف في «صام» أصلها «واو» والألف في «باع» أصلها «ياء». فإذا بني للمجهول فيجوز في فائه إمّا الضمّ الخالص فتقول : «بوع» و «صوم» ؛ أو الكسر الخالص فتقول : «بيع» و «صيم» أو الإشمام وهذا لا يكون إلا في النّطق ، كقوله تعالى : (وَغِيضَ الْماءُ ...)(١).
ـ إذا كان الفعل الماضي جامدا ، مثل : «نعم» و «بئس» الخاص بالمدح أو الذمّ ، أو كان الفعل بصيغة الأمر ، أو كان الفعل ناقصا ، فلا يصحّ فيها كلها البناء للمجهول.
٤ ـ ملاحظة : اشتهرت أفعال ماضية مسموعة عن العرب بأنها ملازمة للمجهول باللّفظ فقط ، لا في المعنى ، ويعرب ما بعدها فاعلا لا نائب فاعل ، مثل : «دهش» و «شده» و «شغف» و «عني» و «اشتهر به» ، و «أغمي عليه» ، و «فلج» ، و «زهي» و «امتقع لونه». والمضارع منها يتوقف أمره على السّماع والشّائع فتقول : «يهرع» ، «يولع» ، «يعنى».
٥ ـ ما ينوب عن الفاعل : إذا حذف الفاعل ينوب عنه أشياء عدّة منها :
١ ـ المفعول به ، مثل : «أكرم الطالب رفيقه» ، «أكرم رفيقه». هذا إذا كان الفعل متعدّيا إلى مفعول واحد. أما إذا كان متعدّيا لأكثر من مفعول واحد ، فالأغلب أن يحلّ المفعول الأول محلّ الفاعل سواء أكان المفعولان أصلهما مبتدأ وخبر ، أو غير ذلك ، أو كان الفعل متعدّيا إلى ثلاثة مفاعيل ، مثل : «ظنّ الفلكيّ الطقس متقلّبا» فتقول : «ظنّ الطقس متقلّبا» «ظن» من أفعال القلوب تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر فالمفعول الأول هو نائب فاعل ومثل : «أعطى الولد الفقير ثوبا» فنقول : «أعطي الفقير ثوبا» فالفعل «أعطى» ينصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبر. فالمفعول الأول هو نائب فاعل ومثل : «أعلمت الطالب الغشّ ممنوعا» فنقول : «أعلم الطالب الغشّ ممنوعا» الفعل «أعلم» يتعدّى إلى ثلاثة مفاعيل ، والمفعول الأول هو نائب فاعل.
وفي كلّ هذه الأمثلة نلاحظ أن المفعول الأول تحوّل إلى نائب فاعل مرفوع وبقي الثاني على نصبه والثالث كذلك.
٢ ـ المصدر واسم المصدر يصح أن يأتيا نائب فاعل بشرطين :
الأول : أن يكون متصرفا أي : لا يلزم النّصب على المصدريّة فلا يكون مفعولا مطلقا دائما ، بل يجوز أن يكون مرفوعا ، أو منصوبا ، أو مجرورا حسب المقتضى ، مثل : «احتفل الطلاب احتفالا كبيرا بعيد الاستقلال». فالمصدر احتفالا وقع مفعولا مطلقا منصوبا ، ومثل : «احتفال الطلاب بعيد الاستقلال كان كبيرا» فالمصدر «احتفال» وقع مبتدأ مرفوعا ، ومثل : «للاحتفال بعيد الاستقلال
__________________
(١) من الآية ٤٤ من سورة هود.