تَضِلُّوا)(١) والتقدير : كراهة أن تضلّوا وكقوله تعالى : (وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ ، أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ)(٢) والتقدير : كراهة أن تحبط أعمالكم. وكقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ)(٣) والتقدير : كراهة أن تصيبوا ...
٣ ـ يجوز تقديم المفعول لأجله على عامله سواء أكان منصوبا أو مجرورا ، مثل : «رغبة في العلم سافر أخي» ، «لاحترام المعلم وقف التّلاميذ» ، وكقول الشاعر :
فما جزعا ، وربّ النّاس ، أبكي |
|
ولا حرصا على الدّنيا اعتراني |
حيث تقدّم المفعول لأجله في المكانين «جزعا» و «حرصا» على عامله والتقدير فما أبكي جزعا ، ولا اعتراني حرصا على الدّنيا.
٤ ـ يجوز حذف عامل المفعول لأجله إذا دلّ عليه دليل ، كقولك : «طلبا للراحة» لمن سألك : لماذا تسكن بعيدا في القرية؟.
٥ ـ لا يتعدّد المفعول لأجله بل يكون لكل عامل مفعول لأجله واحد ، ولكن يجوز العطف عليه أو البدل منه ، كقوله تعالى : (وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا)(٤) فكلمة «ضرارا» مفعول لأجله وجملة «تعتدوا» في محل جر باللّام والجار والمجرور متعلق بـ «ضرارا». ولا يجوز أن يتعلّق الجار والمجرور بالفعل «تمسكوهنّ» إلا إذا كانت «ضرارا» حالا والتقدير : مضارين. وكقول علي ابن أبي طالب رضي الله عنه : «لا تلتقي بذمّهم الشّفتان استصغارا لقدرهم وذهابا عن ذكرهم» فكلمة «وذهابا» مفعول لأجله معطوف على المفعول لأجله «استصغارا» ومثل : «ما تأملت الكون إلّا تجلّت لي عظمة الله وعجائب قدرته فأطأطىء الرأس إخباتا ، خشوعا ، تواضعا» «خشوعا» بدل من إخباتا بدل كل من كل لأن الإخبات هو الخشوع. وكقول الشاعر :
طربت وما شوقا إلى البيض أطراب |
|
ولا لعبا منّي وذو الشّيب يلعب |
حيث تقدّم المفعول لأجله «شوقا» على عامله «أطرب» وكذلك «لعبا» تقدّم على «يلعب» وعطف المفعول لأجله الأول بواسطة حرف العطف «الواو». وقد حذفت أيضا همزة الاستفهام للتّخفيف والتقدير : وأذو الشّيب يلعب.
ويسمّى أيضا : المفعول له المفعول من أجله. التّفسير. الجزاء. المنصوب على الجزاء.
المفعول اللّغويّ
اصطلاحا : هو المفعول في المعنى دون اللفظ ، مثل : «ما أحب التلاميذ للاجتهاد» ومثل : (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً)(٥) والتقدير : وفجرنا عيون الأرض.
ويسمّى أيضا : المفعول المعنوي. المفعول الحكمي.
المفعول له
اصطلاحا : هو المصدر الذي يذكر سببا لما قبله ويشاركه في الزمان والفاعل ، مثل :
ومن ينفق الساعات في جمع ماله |
|
مخافة فقر ، فالذي فعل الفقر |
__________________
(١) من الآية ١٧٦ من سورة النساء.
(٢) من الآية ٢ من سورة الحجرات.
(٣) من الآية ٦ من سورة الحجرات.
(٤) من الآية ٢٣١ من سورة البقرة.
(٥) من الآية ١٢ من سورة القمر.