٢ ـ مضافا مجرّدا من «أل» ، مثل : «تمهّلت في السّير خوف الانزلاق».
٣ ـ مقترنا بـ «أل» ، مثل : «حضرت الاستطلاع عن صحة الوالد».
ملاحظة : متى فقد المفعول لأجله شرطا من الشروط السّابقة وجب أن يجرّ بحرف من حروف الجر التي تفيد التّعليل مثل «من» أو «اللام».
كقوله تعالى : (وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ)(١) «للأنام» مفعول لأجله مجرور باللّام لأنه غير مصدر ، وكقوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ)(٢) «إملاق» مفعول لأجله مجرور بـ «من» لأنه مصدر غير قلبي. بعكس قوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ)(٣) «خشية» مصدر قلبي هو مفعول لأجله ، وأمّا مثل :
فجئت وقد نضّت لنوم ثيابها |
|
لدى السّتر إلّا لبسة المتفضّل |
وفيه «لنوم» مفعول لأجله مجرور بـ «اللام» لأن النّوم علّة لخلع الثّياب إلا أنّه متأخّر عنه. وكقول الشاعر :
وإنّي لتعروني لذكراك هزة |
|
كما انتفض العصفور بلّله القطر |
«لذكراك» مفعول لأجله مجرور «باللام» لأنه علّة لاعتراء الهزّة ، ولكن فاعل الاعتراء هو «الهزّة» ، وفاعل «الذّكرى» هو «المتكلّم» ، فلما اختلف الفاعل جرّ المفعول لأجله باللّام وكقوله تعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ)(٤) «لدلوك» مصدر مجرور باللام لأنه مختلف في الزّمن والفاعل عن المعلّل به.
أحكامه
١ ـ إذا استوفى المفعول لأجله الشروط جاز نصبه وجاز جرّه بحرف جر يفيد التّعليل مثل : «وقفت احتراما للمعلم» أو لاحترام المعلم. ومع أن النّصب والجر جائزان إلا أن النّصب مفضّل على الجرّ ، لأنه يدلّ مباشرة على المفعول لأجله ، أما إذا كان المفعول لأجله مقترنا بـ «أل» فالأكثر جرّه ، مثل : «سافر أخي للرغبة في العلم» ورغم ذلك فقد يأتي منصوبا ، كقول الشاعر :
لا أقعد الجبن عن الهيجاء |
|
ولو توالت زمر الأعداء |
فكلمة «الجبن» مفعول لأجله مقرون بـ «أل» فالأكثر فيه أن يكون مجرورا لكنّه منصوب رغم اقترانه بـ «أل» وهذا قليل ؛ أما المفعول لأجله المضاف فالجرّ والنّصب فيه سواء ، مثل : «يأتي الطلاب إلى المدرسة رغبة العلم أو لرغبة العلم». ومتى كان المفعول لأجله فاقدا لإحدى شروطه ، فلا يسمّى مفعولا لأجله ولا ينصب بل يجرّ بحرف جر يفيد التّعليل ، إلّا إذا فقد التّعليل ، فلا يجوز جرّه بحرف من حروف التّعليل منعا للتناقض ، مثل : «عبدت الله عبادة وأطعت والديّ إطاعة». فالمصدر «عبادة» والمصدر «إطاعة» منصوبان على أنهما مفعول مطلق لأن كلّا منهما يؤكّد عامله ، ولا يصلح أن يكون مفعولا لأجله ، لأنهما فقدا شرط التعليل.
٢ ـ يجوز حذفه عند وجود قرينة تدلّ عليه ، مثل : «الأب يسهر على تربية أولاده فتجب إطاعته شكرا واحترامه محبة وإجلاله ....» أي : وإجلاله محبة ، وكقوله تعالى : (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ
__________________
(١) من الآية ١٠ من سورة الرحمن.
(٢) من الآية ١٥١ من سورة الأنعام.
(٣) من الآية ٣١ من سورة الإسراء.
(٤) من الآية ٧٨ من سورة الإسراء.