للنّسبة التّقييديّة بين اسمين والتي توجب لثانيهما الجرّ مطلقا ، ويكون إعرابه حسب موقعه في الكلام ، فقد يكون مبتدأ ، كقوله تعالى : (وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ)(١) «لباس» : مبتدأ مرفوع بالضّمّة وهو مضاف «التّقوى» مضاف إليه ، أو فاعلا ، كقوله تعالى : (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ)(٢) «ربي» : فاعل «حرّم» مرفوع بالضّمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم وهو مضاف و «الياء» : ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محل جرّ بالإضافة ، أو مفعولا به ، كقوله تعالى : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ)(٣) «زينة» : مفعول به وهو مضاف «الله» : اسم الجلالة مضاف إليه. أو ظرفا كقوله تعالى : (وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ)(٤) «تلقاء» : ظرف منصوب وهو مضاف «أصحاب» : مضاف إليه وهو بدوره مضاف «النّار» مضاف إليه. فكلمة «أصحاب» هي مضاف إليه بالنسبة لما قبلها ومضاف بالنّسبة لما بعدها. أو نائب فاعل ، مثل : «سمعت أخبار الحرب منذ أسبوعين» «أخبار» : نائب فاعل مرفوع وهو مضاف «الحرب» مضاف إليه.
أنواعه : أوّلا : يكون المضاف في الإضافة المحضة على أنواع منها :
١ ـ اسما من الأسماء الجامدة كالمصدر ، مثل : «حسن الكلام يؤدي إلى حسن التّفاهم بين الناس». واسم المصدر ، وهو الاسم المساوي للمصدر في الدّلالة على الحدث ويختلف عنه بخلوّه من بعض أحرف فعله لفظا وتقديرا ، مثل : «لو تكلّم المذنب كلام الصّادقين لعفي عنه» ، «كلام» ، اسم مصدر من «تكلّم» والظّرف ، كقوله تعالى : (وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ)(٥) «تلقاء» : ظرف منصوب وهو مضاف.
٢ ـ مشتقا مطلق الزّمن ، أي : الذي لا دليل معه على الزّمن الذي تحقق فيه معنى الإضافة ، مثل : «طالع الجبل الهادىء يصل بسرعة إلى مبتغاه» «طالع» مبتدأ مرفوع وهو مضاف «الجبل» : مضاف إليه. وهذا المضاف لا دليل معه على الزّمن فهو مطلق الزّمن.
٣ ـ أفعل التّفضيل ، مثل : «هند أجمل النساء» «هند» : مبتدأ «أجمل» خبر المبتدأ وهو مضاف «النساء» : مضاف إليه.
٤ ـ مشتقا دالّا على زمن ماض بدليل قرينة تدلّ على الماضي ، مثل : «سارق البيت أمس صار بيد العدالة اليوم». «سارق» : اسم مشتق في الزّمن الماضي بدليل كلمة «أمس».
٥ ـ وصفا مضافا إلى الظّرف ، مثل قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)(٦) «مالك» اسم مشتق هو مضاف إلى الظّرف «يوم».
ثانيا : يكون المضاف في الإضافة اللّفظية على أنواع منها :
١ ـ اسم فاعل ، مثل : «هذا طالب العلم» «طالب» خبر المبتدأ ، «هذا» ، وهو مضاف «العلم» : مضاف إليه مجرور لفظا مرفوع محلّا على أنه فاعل لاسم الفاعل «طالب».
٢ ـ اسم مفعول ، مثل : نتيجة الامتحانات
__________________
(١) من الآية ٢٥ من سورة الأعراف.
(٢) من الآية ٣١ من سورة الأعراف.
(٣) من الآية ٣١ من سورة الأعراف.
(٤) من الآية ٤٧ من سورة الأعراف.
(٥) من الآية ٤٧ من سورة الأعراف.
(٦) من الآيات ٢ و ٣ و ٤ من سورة الفاتحة.