معنوي ، وكقول الشاعر :
نبّئت نعمى على الهجران عاتبة |
|
سقيا ورعيا لذاك العاتب الزّاري |
٦ ـ إذا كان الخبر اسما مرفوعا بعد «ولا سيّما» ، مثل : «أحبّ الأدباء ولا سيّما جبران» «ولا سيّما» «الواو» : الاعتراضيّة. «لا» : النافية للجنس تعمل عمل «إنّ» «سيّ» : اسم «لا» منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، «ما» اسم موصول مبنيّ على السكون في محل جرّ بالإضافة ، «جبران» : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو. والجملة الاسميّة «هو جبران» لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وخبر «لا» محذوف تقديره موجود. ولهذا الاسلوب أكثر من وجه اعرابي انظر التفصيل في باب «لا» النافية للجنس.
٧ ـ ويحذف المبتدأ وجوبا بعد ألفاظ معيّنة مسموعة عن العرب ، مثل : «من أنت؟» «محمدا» والتقدير : من أنت يا حقير حتى تذكر محمدا ، فالمثل يتضمّن تحقيرا للمغتاب وتعظيما لمحمد ، ومن ذلك ما يقال : «لا سواء». «لا» : النافية للجنس. «سواء» : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هما. ويقال هذا في المقابلة بين شيئين والتقدير : لا هما سواء.
تقديم المبتدأ على الخبر : الأصل في المبتدأ أن يتقدّم على الخبر لأنه محكوم عليه بالخبر. لكن تعترض الأسلوب حالات يجوز فيها تقديم المبتدأ أو تأخيره ، وحالات يجب فيها تقديم المبتدأ. فيجوز تقديم المبتدأ أو تأخيره حين لا يترتّب فساد في المعنى ، أو التّركيب ، مثل : «العلم غذاء الرّوح» فبإمكاننا تأخير المبتدأ فنقول : «غداء الروح العلم» دون أن يحدث ذلك فسادا في المعنى ولا في التركيب ، وكقول الشاعر :
أفي كلّ عام غزبة ونزوح |
|
أما للنّوى من ونية فتريح |
فيجوز تقديم المبتدأ بالقول : أغربة ونزوح في كل عام. كما يجوز تقديم المبتدأ أو تأخيره في مخصوص «نعم» و «بئس» ، مثل : «نعم الرجل خليل» ، «خليل» : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو. أو مبتدأ مؤخر خبره مقدّم هو جملة «نعم الرجل» كما يجوز تقديم هذا المبتدأ فتقول : «خليل نعم الرجل».
ويجب تقديم المبتدأ في مواضع كثيرة منها :
١ ـ إذا كان المبتدأ والخبر متساويين في درجة التّعريف والتّنكير بحيث يصلح كلّ منهما أن يكون مبتدأ ، أو خبرا ، مثل : «أبي صديقي» «أبي» : مبتدأ. «صديقي» خبر متساويان في التعريف. ومثل : «مكافح صادق جنديّ أمين» «مكافح» : مبتدأ. «جندي» خبره. تساويا في التّنكير فتقديم الخبر يوقع في اللّبس ، إذ لا توجد قرينة تعيّنه ؛ فإن وجدت جاز تأخير المبتدأ ، مثل : «أبي أخي في المحبّة» والتقدير : أخي في المحبّة كأبي. فلا يمكن أن نعرب «أبي» مبتدأ. لأن القرينة المعنويّة تميّزه ، وتجعله خبرا مقدّما ، ومثل : «المدرسة الأولى البيت».
٢ ـ إذا كان الخبر جملة فعليّة تتضمن ضميرا يعود على المبتدأ ، مثل : «البنت تطيع أمّها». البنت مبتدأ. جملة «تطيع أمّها» فعلية هي خبر المبتدأ.
٣ ـ إذا كان الخبر محصورا فيه المبتدأ بـ «إلّا» أو «إنّما» ، مثل : «ما المعلم إلا ثروة» «المعلم» : مبتدأ. «ثروة» : خبره. ومثل : «إنما الصّدق منجاة». «الصدق» : مبتدأ «منجاة» : خبره. حصر فيه المبتدأ بـ «إنّما».