حيث وردت «ليت» على ثلاثة أنواع : الأوّل : هي حرف تمنّ ونصب من أخوات «إنّ». والثاني : مقصود بها لفظها فقط ، وهي فاعل «ينفع» مرفوع بالضّمّة ، والثالث : هي توكيد للأولى حرف تمنّ ونصب ، «شبابا» اسم «ليت» الأولى وجملة «بوع» خبرها.
٥ ـ وتقبل «ليت» دخول «ألا» الاستفتاحيّة عليها ، كقول الشاعر :
ألا ليت شعري هل إلي أمّ جحدر |
|
سبيل ، فأمّا الصبر عنها فلا صبرا |
حيث دخلت «ألا» الاستفتاحيّة على «ليت».
«شعري» : اسمها «والياء» : مضاف إليه وخبرها محذوف تقديره : حاصل.
٦ ـ وتدخل «ياء» المتكلم على «ليت» بدون أن تسبقها نون الوقاية ، كقول الشاعر :
زعموا أنني ذهلت وليتي |
|
أستطيع الغداة عنه ذهولا |
فقد دخلت «ياء» المتكلم على «ليت» دون أن تسبقها نون الوقاية وربما كان ذلك للضرورة الشعريّة ، وكقول الشاعر :
كمنية جابر إذ قال ليتي |
|
أصادفه وأفقد بعض مالي |
إذ لم تدخل «نون» الوقاية على آخر «ليت» قبل ياء المتكلم.
ليت شعري
هو من الأساليب التي يستعملها العرب متلوّة بجملة مصدّرة باستفهام مثل : «ليت شعري أراغب أنت في مصاحبتي» ومعناها : ليتني أشعر وأعلم ، فيكون الفعل «أشعر» هو خبر «ليت» وناب محلّه كلمة «شعري» «والياء» في «شعري» نابت عن اسم «ليت» وتستعمل العرب هذا الأسلوب وتريد به القسم والتأكيد.
ليس
فعل ماض جامد من أخوات «كان» أي :تدخل على المبتدأ والخبر فترفع الأول اسما لها وتنصب الثاني خبرا لها ، مثل قوله تعالى : (وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ)(١) «اليهود» : اسم «ليس» وشبه الجملة «على شيء» متعلّق بالخبر ، ولها أحكام «كان». انظر كان وأخواتها.
ملاحظات :
١ ـ المعطوف على خبر «ليس» المقترن بـ «الباء» الزائدة يجوز فيه وجهان :
١ ـ النّصب على المحلّ ، مثل : «ليس المعلم ببخيل ولا كريما» وكقول الشاعر :
معاوي إننا بشر فأسجح |
|
فلسنا بالجبال ولا الحديدا |
٢ ـ الجرّ على اللفظ ، مثل : «ليس المعلم ببخيل ولا كريم».
٣ ـ يجوز في «ليس» أن يكون اسمها ضمير الشأن ، مثل : «ليس خلق الله مثله». فاسم ليس ضمير مستتر هو ضمير الشأن وجملة «خلق الله مثله» في محل نصب خبر «ليس» وهي بذلك تشبه «إنّ» في كون اسمها ضمير الشأن ، مثل : «إنّه الصبر مفتاح الفرج» وكقول الشاعر :
فأصبحوا والنّوى عالي معرّسهم |
|
وليس كلّ النوى تلقي المساكين |
والتقدير : وليس تلقي المساكين كلّ النّوى ،
__________________
(١) من الآية ١١٣ من سورة البقرة.