وجواب «لو» هو دائما فعل ماض مثبت أو منفيّ بـ «ما» ، أو مضارع مجزوم بـ «لم» كقوله تعالى : (لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً)(١) وكثيرا ما يقترن جوابها الماضي المثبت باللّام ، كقوله تعالى : (لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا)(٢) وكقوله تعالى : (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً)(٣) وكقوله تعالى : (وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ)(٤).
ملاحظة : اختلف النّحاة حول «لو» فمنهم من عدّها حرف شرط لأنها تتضمّن معنى الشّرط ومنهم من رفض إدراجها مع أدوات الشّرط لأن الشرط يكون في الاستقبال وهي للتّعليق في الماضي.
لو الشّرطيّة
هي حرف شرط يختص بدخوله على الفعل فلا تدخل على الاسم شأنها في ذلك شأن «إن» الشرطيّة. وتدخل «لو» على «أنّ» الحرف المشبّه بالفعل ، مثل : «لو أنّ بيني وبينك شعرة ما انقطعت». فالمصدر المؤوّل من «أنّ» ومعموليها إما أن يكون في محل رفع فاعل لفعل محذوف والتقدير لو ثبت أن .... أو في محل رفع مبتدأ والخبر محذوف ، والتقدير : لو اتباع وجود شعرة ... ما انقطعت. وكقول الشاعر :
ولو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا |
|
ومن دون رمسينا من الأرض سبسب |
لظلّ صدى صوتي وإن كنت رمّة |
|
لصوت صدى ليلى يهشّ ويطرب |
«ولو» الشّرطية لا بدّ لها من جواب فهي تتضمّن معنى الشرط لكنّها لا تجزم فعل الشرط ولا جوابه ، وفعل الشرط يكون ماضيا ، أو مضارعا ، منقلبا معناه إلى الماضي ، أما جوابها فهو إما فعل ماض أو مضارع منفي بـ «لم». وإذا كان جوابها مثبتا ، فالاكثر اقترانه باللّام ، مثل : «لو رأيتك سعيدا لسررت» والتقدير : سرتني رؤيتك سعيدا ، ومثل : «ما ضرّك لو قمت بواجبك». «لو» مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر يقع فاعلا لفعل «ضرّ» والتقدير : ما ضرّك قيامك ... أو يقعان في محل نصب مفعول به ، مثل : «أحبّ لو تزورني» والتقدير : أحبّ زيارتك ومثل : «وددت لو قمت بواجبك». والتقدير : وددت قيامك بواجبك. أو يقعان في محل رفع خبر مبتدأ ، مثل : «تقديري لو تعبد الله» والتقدير : تقديري عبادتك الله ، ومثل :
وربّما فات قوما جلّ أمرهم |
|
من التّأنّي وكان الحزم لو عجلوا |
حيث وقعت «لو» مع ما دخلت عليه في محل رفع خبر «كان». ويقعان في محل رفع مبتدأ مثل : «لو تصوموا خير لكم» والتقدير : صيامكم خير لكم ، أو تقول : «أن تصوموا خير لكم» ، وغالبا ما يكون فعل الشرط بعدها فعلا ماضيا ، مثل : «لو اجتهدت لنجحت».
ويسميها سيبويه : «حرف لما كان سيقع لوقوع غيره» ، ويسميها غيره : «حرف امتناع لامتناع» ، وقد يقع بعدها ما يدل على المستقبل في المعنى كقوله تعالى : (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ)(٥) وكقول الشاعر :
__________________
(١) من الآية ٧٠ من سورة الواقعة.
(٢) من الآية ٣١ من سورة الأنفال.
(٣) من الآية ٦٥ من سورة الواقعة.
(٤) من الآية ٣٠ من سورة محمد.
(٥) من الآية ٩ من سورة النساء.