فتجزم المضارع ، وتفيد حصول الطّلب وتسمّى صيغة المضارع بعدها صيغة الأمر باللّام ، كقوله تعالى : (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ)(١) وكقول الشاعر :
إذا اسودّ جنح الليل فلتأت ولتكن |
|
خطاك خفافا إنّ حرّاسنا أسدا |
حيث دخلت «لام الأمر» على المضارع «فلتأت» فهو مجزوم بحذف حرف العلّة ، كما دخلت على الفعل «فلتكن» فهو مجزوم بالسّكون. وقد تحذف لام الأمر بعد القول الأمر ، كقوله تعالى : (قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ)(٢) والتقدير : ليقيموا ولينفقوا وكقول الشاعر :
قلت لبوّاب لديه دارها |
|
تأذن فإنّي حمؤها وجارها |
والتقدير : لتأذن.
وقد تحذف في غير الموضعين المذكورين كقول الشاعر :
محمد تفد نفسك كلّ نفس |
|
إذا ما خفت من شيء تبالا |
والتقدير : لتفد نفسك كلّ نفس.
لام إنّ
اصطلاحا : اللّام المزحلقة. أي : التي تدخل على خبر «إنّ».
لام أن
اصطلاحا : هي التي بمعنى «أن» وهي التي تنصب المضارع بعدها بـ «أن» المضمرة كقوله تعالى : (قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ)(٣) والتقدير : أن أبيّن وكقوله تعالى : (بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ)(٤) والتقدير : أن ينذر.
لام الانتهاء
اصطلاحا : هي لام الغاية أي : التي تدلّ على أنّ المعنى قبلها ينتهي عند الاسم المجرور بها ، كقوله تعالى : (فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ)(٥).
لام البعد
اصطلاحا : هي التي تدخل على اسماء الإشارة ، فلا تعمل شيئا إنما يؤتى بها لإفادة البعد.
كقوله تعالى : (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ)(٦) فاللام في «ذلك» هي «لام البعد».
لام البعديّة
اصطلاحا : هي التي تكون بمعنى «بعد» كقوله تعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ)(٧) أي : بعد زوال الشمس ، أي : بعد زوالها من وسط السّماء عند الظّهر ومثل : «توفّي والدي لخمس مضين من شهر شوّال» ، أي : بعد مضي خمسة أيام من شهر شوّال ، وكقول الشاعر :
توهمت آيات لها فعرفتها |
|
لستّة أعوام وذا العام السّابع |
أي : بعد ستّة أعوام ، وكقول الشاعر :
فلمّا تفرّقنا كأنّي ومالكا |
|
لطول اجتماع لم نبت ليلة معا |
__________________
(١) من الآية ٧ من سورة الطّلاق.
(٢) من الآية ٣١ من سورة إبراهيم.
(٢) من الآية ٦٣ من سورة الزخرف.
(٣) من الآية ٣ من سورة السجدة.
(٤) من الآية ٥٦ من سورة الزخرف.
(٥) من الآية ٢ من سورة البقرة.
(٦) من الآية ٧٨ من سورة الإسراء.