لبئست نتيجته». فقد دخلت لام الابتداء على الفعل الجامد «نعم» الواقع خبرا لـ «إنّ» ، وعلى الفعل الجامد «لبئست». ولا يجوز دخولها على الماضي المتصرّف إلا إذا كان مقرونا بـ «قد» ، مثل : «إنّ الكهرباء لقد أفادت الناس» فقد دخلت لام الابتداء على الماضي المقرون بـ «قد» «لقد أفادت» وذلك لأنّ «قد» تقرب أحيانا الماضي من الحال كما تقرب المستقبل من الحال أحيانا أيضا.
د ـ على الجملة الفعليّة التي فعلها مضارع مثبت ، ويقع خبرا ، سواء أكان المضارع المثبت متصرّفا أم غير متصرّف تصرّفا كاملا ، مثل : «يدع ويذر» فيقال : لا ماض لهما ، أمّا المضارع الذي لا يتصرف مطلقا فلا وجود له ، كقوله تعالى : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ)(١) وكقوله عليه السّلام : «إنّ العجب ليأكل الحسنات كما تأكل النّار الحطب». فقد دخلت «اللام» على المضارع «ليأكل» المثبت الواقع خبرا لـ «إنّ» وكقول الشاعر :
إنّ الكريم ليخفي عنك عسرته |
|
حتى تراه غنيّا وهو مجهود |
وإن كان الخبر جملة اسميّة جاز دخول اللام على مبتدئها أو على خبره ، فتقول : «إنّ الكهرباء لنفعها عميم» ، أو «إن الكهرباء نفعها لعميم» ولا يجوز دخولها على الجملة الفعليّة الشرطيّة ، لأن لام الابتداء لا تدخل على أداة الشرط ولا على فعله ، ولا على جوابه ، كذلك لا تدخل على المضارع المثبت المقرون بالسّين ، أو بسوف.
وتدخل على الخبر إذا كان شبه جملة والنّاسخ هو «إنّ» ، مثل قوله تعالى : (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ ، وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ)(٢).
٥ ـ على معمول خبر «إنّ» إذا كان متوسّطا بين الاسم والخبر ، بشرط أن يكون الخبر خاليا من لام الابتداء وصالحا لقبولها ففي مثل : «إنّ الحروب مخرّبة البلاد» تقول : «إنّ الحروب للبلاد مخرّبة» فقد اقترنت لام الابتداء بـ «للبلاد» الواقعة مفعولا به لخبر «إنّ» «مخرّبة» ولا يجوز دخول لام الابتداء على خبر «إنّ» المقترن بها ، مثل : «إن الكهرباء لتنير البلاد» فخبر «إنّ» هو مضارع مثبت مقرون «باللام» لذلك لا يجوز اقترانه بها ثانية ، كذلك لا تدخل «اللام» على معمول الخبر غير الصالح لقبولها ، مثل : إن الكهرباء أنارت البلاد ، فلا نقول «إن الكهرباء للبلاد أنارت» لأن الخبر جملة فعلية ماضويّة غير مقترنة بـ «قد» وفعلها متصرّف ، لذلك وجب عدم اقتران معمول الخبر بلام الابتداء.
٥ ـ على ضمير الفصل ، مثل : «إن الله لهو واحد أحد لا شريك له» حيث دخلت «اللّام» على ضمير الفصل «لهو» الواقع بين اسم «إنّ» وخبرها. وإن دخلت «اللّام» على ضمير الفصل لا تدخل على الخبر.
٦ ـ على اسم «إنّ» بشرط أن يتقدّم عليه الخبر شبه الجملة الواقعة خبرا ، مثل : «إنّ فيك لخصالا حميدة» و «إنّ أمامك لمستقبلا زاهرا» ، وكقول الشاعر :
إنّ من شيمتي لبذل تلادي |
|
دون عرضي فإن رضيت فكوني |
فقد دخلت «اللّام» على اسم «إنّ» «لبذل» المتقدّم عليه الخبر شبه الجملة «من شيمتي». وإذا
__________________
(١) من الآية ١٢٤ من سورة النّحل.
(٢) من الآيتين ١٤ و ١٥ من سورة الانفطار.