«عبد القادر» ، «حاتم طي» ، فكل كلمة لها جزء له معنى ولكنه ليس جزء المعنى الذي تدل عليه جملة اللّفظ.
والمقصود بالمفيد اصطلاحا ، الذي يدلّ على معنى يحسن السّكوت عليه ، مثل : «قام زيد» ، فإذا قلنا : «زيد» ، أو «الذي قام» أو «غلام زيد» لا يعدّ كلاما لأنه لا يحسن السّكوت عليه ، وفي اللّغة هو الحدث الذي هو التّكليم فيعمل عمل الأفعال ، كقول الشاعر :
قالوا : كلامك هندا وهي مصغية |
|
يشفيك؟ قلت : صحيح ذاك لو كانا |
أي : تكليمك هندا. أو هو ما في النفس ممّا يعبّر عنه باللّفظ المفيد ، كقول الشاعر :
لا يعجبنّك من خطيب خطبة |
|
حتى يكون مع الكلام أصيلا |
إن الكلام لفي الفؤاد وإنّما |
|
جعل اللسان على الفؤاد دليلا |
أو هو ما تحصل به الفائدة سواء أكان خطّا ، أو رمزا ، مثل : «القلم أحد اللسانين» أم إشارة ، مثل قوله تعالى : (آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً)(١) ، أو نطق به لسان ، كتسمية ما بين دفّتى المصحف : «كلام الله» وكقول الشاعر :
أشارت بطرف العين خيفة أهلها |
|
إشارة محزون ولم تتكلّم |
فأيقنت أنّ الطّرف قد قال مرحبا |
|
وأهلا وسهلا بالحبيب المتيّم |
فقد أوقف الشاعر الكلام (لم تتكلّم) وعزاه للطّرف الذي قال : أهلا وسهلا ... وكقول الشاعر :
فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله |
|
ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب |
فالقول المفيد نطق به لسان الحال.
ملاحظة : كلمة لفظ في التعريف مصدرا أريد به اسم المفعول ، أي : ملفوظ ، مثل : خلق بمعنى : مخلوق.
كلّما
اصطلاحا : هي لفظ مركّب من «كل» اتصلت بها «ما» المصدريّة الظرفيّة. وبعضهم يسمّي «ما» نكرة موصوفة بمعنى : «وقت» كقوله تعالى : (كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً)(٢). وتفيد معنى التكرار في كلّ وقت. ولا تدخل إلا على الفعل الماضي. وتكون ظرفا مبنيّا على الفتح في محل نصب على الظّرفيّة وعاملها هو فعل ماض أيضا وهو جوابها كالآية السّابقة ، وكقوله تعالى : (كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها) فالظرف «كلّما» مبنيّ على الفتح في محل نصب على الظرفيّة الزمانيّة اتصل به الفعل الماضي «دخل» وعامله فعل ماض هو جوابه وهو «لعنت».
ملاحظة : تحتمل «ما» وجهين من الاستعمال :
الأوّل : هو أن تكون حرفا مصدريّا ، والجملة التي بعده صلة له لا محل لها من الإعراب. مثل : «كلّما مرّ القائد المنتصر أمام الناس صفّقوا له» وما المصدريّة مع ما دخلت عليه أنابت عن الزمان والتقدير كل وقت يمر ...
والثاني : أن تكون «ما» بمعنى وقت اسم نكرة والجملة بعده في محل جر على أنها صفة للنكرة «ما» ، وتحتاج إلى ضمير يعود على ما قبلها
__________________
(١) من الآية ٤١ من سورة آل عمران.
(٢) من الآية ٣٧ من سورة آل عمران.