٣ ـ هي نائبة عن مصدر يقع مفعولا مطلقا ، إذا أضيفت إلى مصدر الفعل الذي قبلها ، كقوله تعالى : (فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ)(١) «كلّ» : مفعول مطلق منصوب وهو مضاف «الميل» : مضاف إليه.
٤ ـ ويكون إعرابها وفق ما يتطلبه العامل قبلها في الجملة ، سواء أكان العامل معنويا ، كقوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ)(٢) «كلّ» مبتدأ مرفوع لأنه مجرد عن العوامل اللفظية للإسناد ، أو لفظيا ، فتكون مفعولا به كقوله تعالى : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ)(٣) «كلّا» : مفعول لفعل «يعرفون» أو فاعلا كقوله تعالى : (أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ)(٤) «كلّ» : فاعل «يطمع» مرفوع بالضمة وهو مضاف «امرىء» : مضاف إليه. أو مجرورا بالحرف كقوله تعالى : (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(٥). «كل» : اسم مجرور بـ «على».
ملاحظة : إذا أضيفت لفظة «كل» إلى نكرة يجب أن يراعى معناه الذي يكتسبه من الإضافة ، وذلك بالضمير العائد المفرد المذكر في قوله تعالى : (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ)(٦) أو المفرد المؤنث ، كقوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ)(٧) أو الجمع المذكر. كقوله تعالى : (وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ) «كلّ» : بمعنى «كلهم» ، أو قطعت عن الإضافة ورغم ذلك أعيد الضمير في «الصّابرين» بتقديره جمعا مذكرا.
إضافتها : تضاف «كل» على ثلاثة أوجه :
الأول : أن تضاف إلى الاسم الظّاهر فتخضع للعامل الذي يكون قبلها كالأمثلة السابقة.
الثاني : أن تضاف إلى ضمير محذوف فتكون كسابقتها في الحكم الإعرابي كقوله تعالى : (وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً)(٨) أي وكل واحد منهم.
فالتنوين فيها هو تنوين العوض عن كلمة محذوفة.
الثالث : أن تضاف إلى ضمير بارز متصل بها وتكون مؤكّدة لما قبلها. كقوله تعالى : (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ)(٩).
وإن لم تكن توكيدا فخرجت عنه ، فالأغلب أن تكون مبتدأ. كقوله تعالى : (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً)(١٠) أو حسب ما يتطلبه العامل قبلها في الجملة.
تذكير لفظها وتأنيثه :
١ ـ لفظ «كل» لفظ مفرد مذكّر. ويختلف معناها بحسب ما تضاف إليه. فإن أضيفت إلى نكرة وجب مراعاة معنى الجمع فيه ، كقوله تعالى : (قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ)(١١) فالضمير العائد هو جمع مذكر في كلمة «مشربهم».
وقال ابن هشام : وهذا نصّ عليه ابن مالك ورواه أبو حيان ، يقول عنترة :
جادت عليه كلّ عين ثرّة |
|
فتركن كلّ حديقة كالدرهم |
__________________
(١) من الآية ١٤٩ من سورة النساء.
(٢) من الآية ١٨٥ من سورة آل عمران.
(٣) من الآية ٤٥ من سورة الأعراف.
(٤) من الآية ٣٨ من سورة المعارج.
(٥) من الآية الأولى من سورة الملك.
(٦) من الآية ١٠ من سورة القلم.
(٧) من الآية ١٨٥ من سورة آل عمران.
(٨) من الآية ٣٩ من سورة الفرقان.
(٩) من الآية ١٢٣ من سورة هود.
(١٠) من الآية ٩٥ من سورة مريم.
(١١) من الآية ٦٠ من سورة البقرة.