المضارعية النّاقصة الواقعة خبرا وهي جملة «يكن» بحرف النفي «لم».
كأنّما
هي «كأنّ» دخلت
عليها «ما» الزائدة فكفّتها عن العمل راجع : «كأنّ».
كأيّن
لفظ مركّب من
كاف التشبيه و «أيّ» المنوّنة وتجوز كتابتها والوقف عليها بالنون فتكتب «كأيّن» ،
كقوله تعالى : (فَكَأَيِّنْ مِنْ
قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ).
موافقتها «كم»
: «كأين» هي بمنزلة «كم» الخبرية. وتشاركها في خمسة أمور هي : الإبهام ، والدّلالة
على الكثرة ، وملازمة الصّدارة ، والبناء على السكون في محل رفع أو نصب حسب
مقتضيات الجملة ، ويصح أن تحلّ محلّها «كم» الخبريّة إلا في موضع الجرّ ، والحاجة
إلى التّمييز ، وهو مجرور بـ «من» فقط ويتعلّق بـ «كأين». كقوله تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ
لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) وكقوله تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ
دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ).
ويجوز أن يفصل
بين «كأيّن» ومميزها المجرور بـ «من» فاصل هو جملة فعلية ، كقول الشاعر :
وكائن رأينا
من فروع طويلة
|
|
تموت إذا لم
تحيهنّ أصول
|
وقد يأتي بعدها
التمييز منصوبا ، كقول الشاعر :
اطرد اليأس
بالرجا فكأيّن
|
|
آلما حمّ
يسره بعد عسر
|
ومثل :
وكائن لنا
فضلا عليكم ومنّة
|
|
قديما ولا
تدرون ما منّ منعم
|
حيث فصل بين «كأيّن»
ومميزها المنصوب الجار والمجرور «لنا». وكقول الشاعر وفيه فصل بينهما بالفعل
المتعدّي غير المستوفي مفعوله :
وكائن ترى من
صامت لك معجب
|
|
زيادته أو
نقصه في التكلّم
|
وكقول الشاعر :
وكائن ترى من
حال دنيا تغيّرت
|
|
وحال صفا بعد
اكدرار غديرها
|
وتخالف «كأيّن»
«كم» الخبريّة في أربعة أمور هي :
١ ـ «كم» كلمة
غير مركبة أما «كأيّن» فهي مؤلفة من «الكاف» التي تفيد التشبيه و «أيّ» بالتنوين.
ولكنها بعد التركيب تؤدّي معنى جديدا لا علاقة له بمعنى الجزأين.
٢ ـ لا تجر
كأيّن بحرف جر ولا بالإضافة. أما «كم» الخبرية فتجر بالإضافة وبحرف الجر.
٣ ـ إذا وقعت «كأيّن»
في محل رفع مبتدأ وجب أن يكون خبرها جملة. أما «كم» الخبرية فلا يلزم ذلك بل قد يكون
جملة وقد يكون مفردا.
٤ ـ «كم»
الخبريّة تستعمل بمعنى الاستفهام فتسمّى «كم» الاستفهاميّة. أمّا «كأيّن» فليس لها
معنى آخر.
٥ ـ تمييز «كأيّن»
يكون في الغالب مجرورا بـ «من». وتمييز «كم» الخبرية يكون مجرورا بإضافتها إليه أو
بـ «من» الظّاهرة أو المضمرة.
__________________