خلّى الذّنابات شمالا كثبا |
|
وأمّ أوعال كها أو أقربا |
حيث جرّ الضمير «الها» بحرف الجر «الكاف» في «كها» وهذا نادر. وكقول الشاعر :
ولا ترى بعلا ولا حلائلا |
|
كه أو كهنّ إلّا حاظلا |
حيث دخلت «الكاف» على ضمير المفرد الغائب المذكر في «كه» وعلى ضمير جمع المؤنث السالم في «كهنّ». وشذّ دخولها على ضمير المتكلّم ، مثل قول الشاعر :
وإذا الحرب شمّرت لم تكن كي |
|
حين تدعو الكلمات فيها نزال |
دخلت «الكاف» في «كي» على ضمير المتكلم وهو «الياء».
قد تتصل «ما» الزائدة «بالكاف» الجارّة فإما أن يبطل عملها ، وتدخل على الجمل : الفعلية منها ، كقول الشاعر :
ابنوا كما بنت الأجيال قبلكمو |
|
ولا تتركوا بعدكم فخرا لإنسان |
وعلى الجملة الاسميّة ، مثل : «الصّحّة تاج على رؤوس الأصحّاء كما المرض مهلك لصاحبه». دخلت «الكاف» على الجملة الاسمية المؤلّفة من المبتدأ «المرض» والخبر «مهلك» وإمّا أن يبقى عملها ، وهذا قليل ، كقول الشاعر :
وننصر مولانا ونعلم أنّه |
|
كما الناس مظلوم عليه وظالم |
دخلت «ما» الزائدة على «الكاف» في «كما» فلم تكفّها عن العمل وبقي الاسم الذي بعدها «الناس» مجرورا.
كاف الخطاب
اصطلاحا : تكون حرفا للخطاب مبنيا على الفتح لا محل له من الإعراب كقوله تعالى : (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ)(١). «الكاف» في «ذلك» حرف للخطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. ومثله الكاف في «إيّاك» كقوله تعالى : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)(٢). فمنهم من يعرب «إيا» ضمير منفصل مبنيّ على السكون في محل نصب مفعول به مقدّم على الفعل والفاعل. والكاف : حرف خطاب. ومنهم من يعربها بكاملها ضميرا منفصلا مبنيّا على الفتح في محل نصب مفعول به.
الكاف الزائدة
تكون «الكاف» زائدة في بعض أسماء الأفعال مثل : «حيّهلك» ، «رويدك» وكقوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(٣) وتسمى أيضا : كاف التأكيد.
وقد تتصل ببعض الأفعال مثل : «أبصر» و «نعم» و «بئس» فتقول : «أبصرك عمرا» و «نعمك الرجل عمر» و «بئسك الرجل زيد».
ويعتبرها النّحاة زائدة لا محل لها من الإعراب ، أما في قول الشاعر :
لسان السّوء تهديها إلينا |
|
وحنت وما حسبتك أن تحينا |
فمنهم من يعتبر «الكاف» في «حسبتك» حرف خطاب لا محل له من الإعراب ، ومنهم من يعتبر أنها ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب
__________________
(١) من الآية ٢ من سورة البقرة.
(٢) من الآية ٥ من سورة الفاتحة.
(٣) من الآية ١١ من سورة الشورى.