في الاسم المختوم بالألف المقصورة أن تلحقه تاء التأنيث مع التنوين إذا كان غير علم ، فتقول : «هذه أرطاة» ، أو علقاة. أما كلمة «تترى» فقد تمنع من الصرف باعتبار الألف للتأنيث ، أو لا تمنع باعتبار الألف للإلحاق. وإذا فقد العلم المتصل بالألف المقصورة الزائدة هاتين العلتين أو إحداهما دخله تنوين التنكير ، مثل : «في الأرض الجبليّة أرطى كثيرة». حيث نوّنت «أرطى» تنوين تنكير وفقدت علميتها وصارت غير ممنوعة من الصّرف.
سابعا : ويمنع العلم من الصرف إذا كان معدولا من اسم آخر ويكون ذلك في صور :
١ ـ في ألفاظ التّوكيد المعنوي جمعا على وزن «فعل» ، مثل : «جمع» و «كتع» فتقول في كتع الجلد ، أي : تجمعه ، و «بصع» من بصع العرق بمعنى : تجمعه ، ومثل : «بتع» من البتع ، أي :طول العنق مع قوة تماسك أجزائه ، فتقول :تعلّمت من الصديقات كلّهنّ جمع أو كتع ، أو بصع أو بتع ، فهذه الألفاظ كلّها ممنوعة من الصّرف وهي توكيد بعد كلمة «كلّهنّ» مجرورة بالفتحة بدلا من الكسرة. وهي المؤنث للألفاظ المذكرة : «أجمع» ، «أكتع» ، «أبصع» ، «أبتع» وهذه الألفاظ المذكّرة تجمع جمع مذكر سالما على ، «أجمعون» ، «أكتعون» ، «أبصعون» ، «أبتعون» ومن حقّ الألفاظ المؤنّثة المقابلة لها أن تجمع جمع مؤنث سالما ، لكن العرب عدلت عن جمع التّصحيح السّالم وجمعتها جمع تكسير لا يناسبها ومنعت هذا الجمع من الصّرف للعلميّة والعدل.
٢ ـ في ما كان علما مفردا مذكّرا على وزن «فعل» ، يمنع من الصّرف للعلمية وليس معها علّة أخرى فلجأ النّحاة إلى العدل ، أي : إن الاسم ممنوع من الصرف لأنه معدول عن كلمة أخرى على وزن «فاعل» ولما أراد العرب أن يدلوا على هذا العدول فمنعوا العلم من الصرف. وقد أحصى النحاة الأعلام المفردة المذكّرة التي على وزن «فعل» فعدّوا خمسة عشر علما هي : عمر ، مضر ، زفر ، زحل ، جمح ، مزح ، عصم ، دلف ، هذل ، ثعل ، جثم ، قثم ، جحى ، هبل ، بلع. وأما أدد ، علم لجد قبيلة عربية ، فهو منصرف لأنه لم يسمع إلّا كذلك ، و «طوى» اسم واد في الشام فيجوز منعه من الصّرف لعلّتين العلمية والتأنيث باعتباره علم على واد. كما يجوز عدم منعه من الصّرف باعتباره علم سمع صرفه أما إذا كان وزن «فعل» يدل على الجمع فيجب أن يكون غير ممنوع من الصرف ، مثل : «غرف وقرب» جمع : «غرفة» و «قربة» ، ومثل : «صرد» اسم جنس لنوع من الغربان و «نفز» اسم جنس لنوع من البلابل.
٣ ـ كلمة «سحر» أي : الثلث الأخير من اللّيل. بشرط أن تكون ظرف زمان وأن يراد بها سحر يوم معيّن مع تجريدها من «أل» والإضافة ، مثل : استيقظ الطفل يوم الخميس سحر باكيا.
فكلمة «سحر» ظرف منصوب على الظرفيّة وممنوع من التنوين للعلمية والعدل ، وفي ذلك قال النحاة : إنّ كلمة «سحر» معدولة عن كلمة «السحر» المقرونة بـ «أل» التعريف ، وأريد بها وقت معيّن فالأصل أن تكون معرّفة بـ «أل» فلما قصد التعريف بها دون «أل» منعت من الصرف إشارة إلى هذا العدول. أما إذا كان لفظ «سحر» غير ظرف زمان ، أي إذا كان اسما محضا معناه : الوقت المعيّن وجب تعريفه بـ «أل» والإضافة ، ولا يكون علما ، مثل : «أفضل أوقات النشاط الذهنيّ