الجموع مقترنا بـ «أل» أو مضافا وجب أن تبقى «الياء» ساكنة في حالتي الرّفع والجرّ ، ومفتوحة في حالة النصب ، مثل : الأغاني الشّعبيّة جميلة.
فكلمة «الأغاني» مبتدأ مرفوع بالضمة المقدّرة على «الياء» للثقل ، ومثل : «ليست الثواني سوى جزء من حياة الإنسان» «الثواني» اسم «ليس» مرفوع بالضمة المقدرة ... «للثواني أهميّة كبرى في حياة المرء» «الثواني» : اسم مجرور بالكسرة المقدّرة على الياء للثقل. ومثل : «سمعت الأغاني الشعبية» فكلمة «الأغاني» مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ، ومثل : «يميّز المحسن دواعي الخير فيسعى لتنفيذه». فكلمة «دواعي» منصوبة بالفتحة الظّاهرة. فالاسم المنقوص إذن والذي على صيغة منته الجموع يشبه الاسم المفرد المنقوص من حيث حذف «الياء» في حالتي الرفع والجرّ عند تجردها من «أل» والإضافة ، وتبقى معهما «الياء» في حالة النصب ، ويرفعان بالضّمة المقدرة على «الياء» المحذوفة ، ويقبلان التّنوين رفعا وجرا. إلا أن التنوين يظهر في الاسم المفرد في حالة النصب أيضا ، وتنوينه في الحالات الثلاث ، هو تنوين أمكنية لا تنوين عوض ، بمعنى أن الاسم المفرد المنقوص ليس ممنوعا من الصرف. أمّا التنوين في المنقوص الذي على صيغة منته الجموع فهو تنوين عوض عن «الياء» المحذوفة ؛ ولا يلحقه هذا التنوين في حالة النّصب. أمّا في حالة الجر فالاسم المنقوص المفرد يجرّ بكسرة مقدّرة على «الياء» المحذوفة.
وفي صيغة الجمع في الاسم المنقوص يجر الاسم بفتحة مقدرة على «الياء» المحذوفة لأنه ممنوع من الصرف. أما «الياء» التي تحذف في صيغة منته الجموع فهي محذوفة للخفّة ، وفي المفرد ، فإنها تحذف منعا من التقاء ساكنين ، مثل : «جاء قاض» كلمة «قاض» أصلها «قاضي» وتلفظ «قاضين» ولما كانت الضمة ثقيلة على «الياء» فإنها تحذف فتلفظ الكلمة «داعين» فتحذف «الياء» للتخلص من التقاء الساكنين الناجمين عن «الياء» الساكنة و «النون» الساكنة التي ترمز إلى التنوين فصارت الكلمة «داعن» وتكتب «داع». أمّا في المنقوص من صيغة منته الجموع ، مثل : «للرحلات دواع» فكلمة «دواع» أصلها : «دواعين» فحذف «الياء» جرى قبل أن يمنع الاسم من الصرف ، واستثقلت الضمّة على «الياء» فحذفت فصارت الكلمة : «دواعين». ولما التقى ساكنان «الياء» ونون المرموز بها إلى التنوين حذفت «الياء» منعا من التقاء ساكنين فصارت الكلمة «دواعن» فحذف التّنوين لأن الكلمة ممنوعة من الصرف ، وحل محلّه تنوين آخر هو تنوين العوض عن «الياء» المحذوفة ، وليمنع رجوعها عند النطق. أما إذا اعتبرنا أن حذف «ياء» المنقوص من صيغة منته الجموع متأخر عن منع الاسم من الصّرف فإننا نقول : «دواع» أصلها : «دواعي» وتلفظ «دواعين». فحذف التنوين لأنه ممنوع من الصرف فصارت «دواعي» ثم حذفت «الياء» طلبا للخفة وجاء تنوين العوض عن «الياء» المحذوفة.
٣ ـ كان هذا الحذف في الاسم المنقوص بنوعيه للياء هو الأغلب لكن بعض العرب لا يحذف «الياء» في صيغة منته الجموع بل يقلب الكسرة التي قبل «الياء» فتحة وعندئذ يجب قلب «الياء» «ألفا» ، لأنها ساكنة وقبلها فتحة ، بشرط أن يكون المفرد من صيغة منته الجموع على وزن «فعلاء» ، لمؤنث ليس له مذكر ، مثل : «صحراء» ، «صحارى» فتقول «صحارى» في