ثم اشتغل بتعليم
المنطق والفلسفة والهندسة والطب ، وصار متبحّرا فيه ، حتى عالج السلطان نوح بن منصور
الساماني من مرضه الذي تحير فيه الأطباء ؛ ولذلك اتّصل به واستفاد من خزانة كتبه.
قال : «فلما ثماني
عشرة من عمري فرغت من هذه العلوم كلها ؛ وكنت إذا ذاك للعلم أحفظ ، ولكنه اليوم
معي أنضج. وإلا فالعلم واحد لم يتجدد لي شيء بعد».
قال : «ثم مات
والدي وتصرّفت بي الأحوال وتقلّدت شيئا من أعمال السلطان ، ودعتني الضرورة إلى
الإخلال ببخارى والانتقال إلى كركانج ... ثم دعت الضرورة إلى الانتقال إلى نسا ،
ومنها إلى باورد ، ومنها إلى طوس ، ومنها إلى سمنقان ، ومنها إلى جاجرم ...
ومنها إلى جرجان
... ثم مضيت إلى دهستان ... وعدت منها إلى جرجان ، واتّصل أبو عبيد الجوزجاني بي».
وانتقل إلى الري
وأقام عند مجد
الدولة أياما ، ثم اتفقت له أسباب أوجبت خروجه إلى قزوين ، ومنها إلى همدان. ودعاه
شمس الدولة لمعالجة «قولنج» أصابه وصار الشيخ من ندمائه وتقلّد هناك
الوزارة. واتفق تشويش العسكر عليه ، فكبسوا داره وأخذوه إلى الحبس ، وأغاروا على
أسبابه وأخذوا
__________________